الخرطوم ـ عبد الله عبد الرحيم
طالب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، جهاز المخابرات العامة بمساندة الحكومة في معالجة القضايا الاقتصادية في الأحكام مع بقية الأجهزة المعنية في ضبط الأسواق ومكافحة تهريب موارد البلاد مثل الذهب والعملة، مؤكداً أهمية دور الأجهزة الأمنية في كافة الأنظمة الديمقراطية، وقال “ما في بلد ممكن يستقر ويمشي لي قدام بدون ما يكون لديه جهاز مخابرات فاعل محترف وبه كفاءات عالية جداً”.
وأكد حمدوك خلال مخاطبته، قادة ضباط جهاز المخابرات من رتبتي اللواء والعميد بمقر الجهاز أمس، أن النموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين وقطاعات قوى الشعب الحية يقوم على تفاهم ورؤية واضحة لتجنيب البلاد شرور الانزلاق لمآلات دول قريبة وبعيدة منا “أعتقد جازماً بأننا محصنون تجاه ذلك”. وأقر حمدوك بتعقيدات كبيرة تُواجه الفترة الانتقالية، موضحاً أن البلاد تشهد الآن الانتقال من الحرب للسلام ومن الشمولية للديمقراطية ومن التشظي والاحتراب والانقسامات الإثنية والجهوية والقبلية للوطن الواحد، مؤكداً عزم الحكومة على معالجة التحدي وتحسين الوضع المعيشي. وأكد حمدوك أن حكومة الثورة الثانية التي تم تشكيلها مؤخراً جاءت استجابةً لاستحقاقات سلام السودان وتمثل قطاعات واسعة من الشعب السوداني لأول مرة في تاريخ البلاد، مبيناً أن الحكومة توافقت على خمس أولويات تمثلت في الاقتصاد والسلام وإصلاح الأجهزة الأمنية، فضلاً عن العلاقات الخارجية وقضايا الانتقال .وأوضح حمدوك أنّ إصلاح الأجهزة الأمنية يشمل القوات المسلحة بكل فصائلها وجهاز المخابرات العامة والشرطة، وقال “نطمح لدور مهم جداً لجهاز المخابرات، لا سيما وأنه يمتلك كفاءات عالية”، مشيراً إلى أن انفتاح السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيفتح مجالات واسعة وكبيرة في خلق إمكانات وعلاقات لجهاز المخابرات للتواصل مع كافة أجهزة المخابرات في العالم على أُسس احترافية ومهنية، بما يَسهم في تطوير قدرات الجهاز ومنسوبيه.
من جانبه، أوضح مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء لجهاز المخابرات العامة جاءت في وقت تشهد فيه البلاد تَحوُّلاً كبيراً، مؤكداً التزام جهاز المخابرات العامة بدوره الوطني ودعم مسيرة الثورة والتغيير وجاهزيته لأداء واجباته الوطنية في دعم الاستقرار وصون الأمن القومي بكل مهنية واحترافية .وأوضح الفريق جمال أن الجهاز يعمل بانسجام تام مع كافة مؤسسات الدولة والمنظومة الأمنية في الحفاظ على الأمن ضد كل المهددات المختلفة، خاصةً تلك المتعلقة بضبط الجرائم وتهريب السلاح والذهب، بجانب وقف الجرائم التي تستهدف تخريب الاقتصاد وغيرها من الجرائم المنظمة بالتنسيق والتعاون مع أجهزة المخابرات الصديقة والشقيقة .