تقرير- نجدة بشارة
في ذات توقيت زيارتة العام الماضي إلى أوغندا، غادر رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء إلى كمبالا في زيارة تعد الثانية وتستغرق يوماً واحداً. ووفقاً للمكتب الإعلامي لمجلس السيادة، أنّ البرهان سيقدّم التهنئة للرئيس يوري موسفيني بفوزه في الانتخابات الرئاسية لدورة رئاسية جديدة بحصوله على”85.5″ صوت انتخابي.
وأوضح البيان أنّ البرهان سيجري مباحثاتٍ مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني تتصل بالعلاقات الثنائية المتطورّة وتعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح البلدين ويلبي طموحات شعبيهما.
لكن بالمقابل، تعيد زيارة البرهان إلى أوغندا الأذهان لزيارته السابقة، مطلع العام الماضي، عند لقائه في عنتيبي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو الاجتماع الذي أطلق عملياً مسار تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
أجندة مختلفة
وفيما يذهب مراقبون في اتجاه تأكيدات، لقاء البرهان بنتنياهو، خلال زيارة الساعات، يستبعد السفير الطريفي كرمنو ذلك ويقول في حديثه لـ(الصيحة) إن قضية التطبيع لم تعد تحتاج إلى إخفاء عن الأنظار كما حدث العام السابق في هذا التوقيت الذي صادف لقاء البرهان ونتنياهو.. وأشار إلى عدم وجود أي إشارة ملفتة للنظر فيما يختص بإسرائي، ورجح أن تكون الزيارة من باب المجاملة (للمباركة والتهانئ) لفوز الرئيس موسفيني في السباق الرئاسي رغم أن فترة الزيارة طالت، وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين يوغندا والسودان قال إن علاقة الجوار شبه انتهت بعد انقسام دولة جنوب السودان نسبة إلى أن الحدود الأوغندية باتت الأقرب لدولة الجنوب من السودان وبالتالي الحدود لم تعد مشتركة، وإنما علاقات عادية وبعيدة.
لكن كرمنو أثار نقطة تتعلق بالحكومة السابقة وارتبطت بحديث لموسفيني عندما كانت العلاقات بين دولته والسودان يومها، قال موسفيني: أتمنى أن تكون الحدود بيننا والسودان على بعد ألف كيلو، حتى يبتعد عن المشاكل التي كانت تنشط بين الشمال وجنوب السودان في عهد الإنقاذ، إضافة إلى أن أوغندا بها ما يقارب 10 آلاف مسلم، وكان يتخوف أن تثار المشكلات مع الإسلاميين.. لكن كل الأحداث أصبحت تتعلق بالماضي والآن أصبحت العلاقات عادية ولا شيء يثير الانتباه..
ما وراء الزيارة
انتقد مسؤول دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية ووزير أسبق ــ فضل حجب اسمه ــ في حديثه لــ(الصيحة) زيارة البرهان إلى كمبالا، وقال إن وزيرة الخارجية الجديدة مريم الصادق قد أعلنت في أول ظهور لها بالإعلام أن ملفات العلاقات الخارجية يجب أن تكون قيد نظر وزارة الخارجية، وقال إن استمرار مجلس السيادة في إدارة الملفات الخارجية يضع استفهاماً كبيراً عن طبيعة إدارة الملفات الفترة القادمة، وأوضح الدبلوماسي أن تغييب وزارة الخارجية مشكلة حقيقية، وأردف: بيان الزيارة طلع من مجلس السيادة ولم يوضح به المرافقين لرئيس المجلس نسبة إلى أن المجلس السيادي، وفقاً للوثيقة الدستورية تختصر مهامها على التشريف.
في ذات الاتجاه ألمح المسؤول إلى احتمالية لقاء البرهان مع مسؤول إسرائيلي هناك خاصة وأن أوغندا شهدت لقاءات سابقة رصفت الطريق للعلاقات بين إسرائيل والسودان، وإن الرئيس الأوغندي ساهم في جمع القيادة السودانية مع الإسرائيلية، وأردف: ملف التطبيع قطع أشواطاً كبيرة كللت بتوقيع اتفاق السلام، ولكن هنالك الترتيبات المتعلقة بالأمن وهو الشيء الذي يحتاج إلى السرية والتكتم وربما هذا سبب لترتيب لقاء مجدداً بين البرهان ونتنياهو.
وأشار إلى وجود ملف سد النهضة والأزمة الحدودية بين السودان وأثيوبيا .
ملف السلام
بالمقابل يذهب مراقبون إلى أن أجندة الزيارة يمكن أن تحمل قضية إكمال ملف السلام، ولقاء بعبد الواحد محمد نور المتواجد في كمبالا، لإقناعه بالتفاوض، الذي ظل رافضاً له لسنوات طويلة. وفي الإطار رجحت مصادر أنه من المنتظر أن يتوقف رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان في طريق عودته من كمبالا بالعاصمة الجنوب سودانية جوبا، وسيعقد لقاء مع الرئيس سلفاكير ميارديت، يرحج أن تركز موضوعاته على مسار ملف سلام جوبا، والعلاقات الثنائية بين الخرطوم وجوبا.
الدعوة إلى قمة
وكشفت متابعات (الصيحة) في كمبالا، أن الرئيسين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والأوغندي يوري موسفيني، عقدا جلسة مباحثات مشتركة بالقصر الرئاسي بمدينة عنتبي، تطرقت إلى سبل ترقية العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما.
وقال القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة السودان بأوغندا الأستاذ مجاهد عبد الرحمن، في تصريح صحفي، إن جلسة المباحثات تطرقت لسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بجانب القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي استعرض خلال جلسة المباحثات جملة من الموضوعات السياسية والأمنية والاقتصادية بالبلاد.
وأوضح القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة السودان بأوغندا أن الجانبين اتفقا على إطلاق دعوة لكل دول حوض النيل المطلة على نهر النيل لعقد قمة سيدعو لها الرئيس اليوغندي يوري موسيفني خلال العام الجاري لمناقشة كيفية الاستفادة من نهر النيل.
وقدم البرهان خلال لقائه التهنئة للرئيس يوري موسفيني بفوزه في الانتخابات الرئاسية لدورة رئاسية سادسة.