كتب: سراج الدين مصطفى
(1)
ويحكي الأستاذ يوسف السماني (في بداية سبعينات القرن الماضى وكنت وقتها رئيس إدارة الموسيقى بالإذاعة السودانية جاءني بالمكتب الشاعر الراحل عبد الرحمن مكاوي برفقة الفنان حمد الريح وقدما لي نص أغنية (شقى الأيام) لأقوم بتلحينه لحمد الريح وبالفعل أعجبني النص وقمت بوضع اللحن واستدعيت الزميل حمد الريح لعمل البروفات في اتحاد الفنانين وأثناء البروفة همس الموسيقار الراحل محمد عبد الله محمدية في أذن الفنان حمد الريح وقال له إذا غنيت هذه الأغنيه (حتغطس حجرك).
(2)
أوقف حمد البروفة ورفض أن يتغنى بالأغنية، وفي تلك الأيام كان يقيم معي الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد، وكنت ألحن له في أغنية (الملام ) كلمات عبد الوهاب هلاوي، وكان معجباً جداً بأغنية شقى الأيام، وحينما علم بأن حمد الريح رفض أن يتغنى بها بناء على نصيحة محمدية طلب مني مصطفى أن يتغنى بها ووافقت له على الفور وتغنى مصطفى بالأغنيه وأبدع فيها كالعادة واستضافته الراحلة ليلى المغربي في برنامجها نفحات الصباح وتغنى بأغنية شقى الأيام.
(3)
وجدت الأغنية رواجاً كبيراً مما جعل الراحل حمد الريح يتراجع ويطالب بأن يتغنى هو بالأغنية لأنه هو الذي أتى لي بالنص وأيده في ذلك الشاعر عبد الرحمن مكاوي وكانت مشكلة كبيرة بين مصطفى وحمد، وكانت بينهما بعض المهاترات في الصحف وأنا كملحن القرار ليس لي بل للشاعر الذي طالب بأن يتغنى حمد الريح بالأغنية ولم يكن لي خيار إلا الرضوخ لرغبة الشاعر.
(4)
وأذكر كان هناك برنامج بتلفزيون السودان اسمه (مطرب وجماهير) وكان مع الفنان حمد الريح وجئت للتلفزيون ووقعت الأغنية مع أوركسترا التلفزيون وحينما بدأ البرنامج تمت استضافتى وقدمت (النوت الموسيقية) الخاصة بالأغنيه للفنان حمد الريح مما أغضب مصطفى سيد أحمد وأوقف تعاونه معي بعد أن كنا نجهز لتقديم خمس أغنيات جديدة دفعة واحدة بعد أن حفظها وسجلها بالعود لبرنامج (ألحان) الذي يعده ويقدمه الزميل معتصم فضل.
(5)
لم ينصلح ما بيني ومصطفى إلا قبل وفاته بعام حينما سافرت إلى الدوحة وقمت بزيارته وتفهم موقفي وتصافينا تماماً وطلب أن نعمل بروفات للأغنيات الجديدة ووافقت على الفور وعدت إلى السودان وسجلتها له على شريط كاسيت وأرسلتها له وهو كان يعتقد بأنني أعطيت الأغنية لحمد الريح لأنه دفع لي خمسمائة جنيه وحلفت له على المصحف بأننى لم أستلم مليماً واحداً حتى الآن من تلحيني لأغنية شقى الأيام.