السيسي في الخرطوم.. ملفات ساخنة على المنضدة
تقرير- مريم أبشر
يصل الخرطوم يوم السبت المقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فى زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً تعد الأولى له منذ تسلم الحكومة الانتقالية الحكم في السودان بعد سقوط النظام البائد، يرافقه خلالها وزير الخارجه سامح شكري وعدد من كبار المسئولين في الحكومة المصرية.
تأتي زيارة السيسي في توقيت فارق وبالغ التعقيد في المنطقة الإقليمية في ظل تزايد حدة التوتر على الحدود الشرقية وانزعاج الخرطوم ورفضها المصحوب بالمستندات والوثائق للتسريبات التي خرجت من الاتحاد الأفريقي بتغيير تخريط الحدود السودانية المصرية بضم حلايب وشلاتين السودانيتين للحدود المصرية، فضلاً عن التعقيدات التي تكتنف مسار التفاوض حول سد النهضة وتعثره في ظل تباعد المواقف وإصرار أديس على بداية عملية الملء الثاني للسد في يونيو المقبل ضاربة عرض الحائط بمخاوف شركائها في النيل (السودان ومصر) دولتي العبور، والزيارة تتم في توقيت مهم يرحج المراقبون أن تطرح خلالها ملفات غاية في الأهمية لكلا للبلدين والمنطقة الإقليمية.
توقيت مهم:
زيارة تاريخية، وفي تاريخ مهم جداً نظراً للمنعطفات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية المهمة سواء في السودان أو المنطقة الإقليمية أو أمن البحر الاحمر وشمال إفريقيا خاصة ليبيا.
هذا ما يراه السفير علي يوسف، وأضاف للصيحة: هنالك مؤشرات هامة تجري في السودان في أعقاب تشكيل النسخة الثانية من حكومة الفترة الانتقالية حكومة ما بعد السلام مستوعبة قيادات حركات الكفاح المسلح بعد توقيع سلام جوبا في آليات الحكم سواء المجلس السيادي أو المشترك والجهاز التنفيذي وتجرى المشاورات لتشكيل المجلس التشريعي، مما خلق أوضاعاً جديدة مختلفة، رغم الظروف فقد بدأت روح إيجابية في السودان خاصة بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب وإعادة تطبيع العلاقات مع مؤسسات التمويل العالمية وبداية انسياب التحويلات المالية في أعقاب الإصلاحات الاقتصادية. وتأتي أهمية توقيت الزيارة وفقاً للسفير يوسف في أعقاب تغيير الإدارة الأمريكية بصعود الديمقراطيين برئاسة بايدن والتبدلات في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وتأثير ذلك على السودان.
ملفات هامة:
يعد ملف سد النهضة أحد الملفات الرئيسية المتوقع نقاشها خلال الزيارة خاصه بعد قرار أديس بدء الملء الثاني في يوليو المقبل سواء حدث اتفاق أم لم يحدث، ويرى السفير علي يوسف أن ذلك ينطوي على خطوة بالغة على الأوضاع في المنطقة غذا لم يتم اتفاق ملزم قبل مرحلة الملء باعتبار أن اكتمال المرحلة الثانية يجعل من الصعب تغيير الأوضاع ويصبح الخطر واقعاً، ولفت لمقترح السودان الخاص برياعية المباحثات بحيث يتم إشراك وسطاء بجانب الاتحاد الافريقي وأن تكون المشاركة مباشرة بدلاً عن النمط التقديم الذي تسعى أديس عبره لكسب الوقت وصولا لاتفاق يكون مقبولا لكل الأطراف، وهذا مهم للدول الثلاث و الإقليم ويكون مشروع تعاون يدعم السلام وليس مهدداً له، أما الملف الثاني فهو ملف التوتر الحدودي بين السودان وأديس وقال يوسف إن مصر تدعم موقف السودان لأنه قائم على أسس قانونية ولافتاً للمواقف المتطرفة للقيادة الإثيوبية والتي جعلت المواجهة محتملة . ويعتقد كذلك أن من الملفات والمتوقع نقاشها هو تطور العلاقات العسكرية والتي لايرى فيها عداء لأثيوبيا، غير أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى واعتبر ما يثار عن الحرب بالوكالة من قبل أديس استقطاباً غير مقبول.
ليس الآن:
بالمقابل يرى السفير علي يوسف أنه مناقشة ملف حلايب وشلاتين ليس وقته الآن وأن ما حدث مؤخراً فرصة استغلتها بعض الأطراف المعادية وتم احتواؤها.. ورجح كذلك مناقشة الملفات الثانية ويرى أن هنالك حملة منظمة تقودها جهات معادية تثير عبرها بعض الحساسيات ويتوقع مناقشة التعاون الاقتصادي بكل أشكاله، ولفت لأهمية أن تشمل المباحثات النظر في إكمال منشآت البنية التحتية من طرق وسكك فضلًا إكمال الربط الكهربائي وتبادل المنح الدراسية وملف التعاون الصحي وغيره بجانب العمل على تفعيل عمل اللجان المشتركة.
ملفات يجب أن تثار:
رئيس مبادرة دعم العلاقات الشعبية، أشار إلى أن أعداداً كبيرة من السودانيين بمصر تجاوزت إقامتهم المدة الشرعية وأصبحوا يخضعون للغرامات يجب إصدار عفو عنهم وآخرين يقبعون في السجون يجب إعادتهم للبلاد ومحاكمتهم أمام القضاء السوداني.
أمن البحر الأحمر:
يعد أمن البحر الأحمر ملفا مهما للدولتين ولذا وفق مراقبين، فإن التعاون مهم للغاية وأن يكون البحر الأحمر منطقة خالية من القواعد العسكرية خاصة في أعقاب ظهور بعض السفن الحربية .. لا يستبعد مناقشة التعاون الثلاثي بين الخرطوم والقاهرة وجوبا.
علاقات معقدة:
على خلاف ما ظل محفوظاً بأن السودان ومصر دولتان شقيقتان تربطهما مصالح مشتركة ينظر الخبير والدبلوماسي السفير عبد الرحمن ضرار للعلاقات بين الخرطوم والقاهرة بمنظار مختلف ويشير إلى أن العلاقة بينهما معقدة جداً حتى على المستوى التاريخي هناك نظرة متفائلة وأخرى عكسها ولا تقوم العلاقات على المبادئ خاصة الجانب المصري الذي يبحث دائماً عن مصالحه في السودان سواء كانت مائية أو اقتصادية كذلك بالمقابل هنالك بعض السودانيين لديهم مصالح بمصر سواء كانت عقارية أو استثمارية أو علمية ويعتقد في حديثه لـ( الصيحة) أمس أن مصر أبعد من أن تكون وسيطاً بين الخرطوم وأديس أبابا لجهة أن أديس كثيراً ما تلوح إلى ان ما يحدث بينها والخرطوم يؤججه طرف ثالث، ويضيف أن مواقف الدولتين فى الرؤية حول سد النهضة وإن بدت في ظاهرها قريبة ولكنها غير متطابقة ويتوقع أن واحداً من أهداف زيارة السيسي البحث عن مواقف متطابقة وتنسيق أكبر مع المسئولين في الحكومة الانتقالية حول سد النهضة خاصة وأن السودان حتى الآن ليست لديه استراتيجية موحدةه حول هذا الملف الاستراتيجي الحيوي الهام خلاف مصر التي تعتبره ملفاً غاية في الأهمية ولديها رؤية تدرسها بجانب ذلك توقع مناقشة الملف الاقتصادي والتسريبات عن عملات مزورة ومشاكل التهريب وغيرها واستبعد بشدة دخول مصر وسيطا بين السودان واثيوبيا وأشار إلى أن بعض الأطراف الاثيوبية كالأمهرا لديها حساسية عالية ولا توجد أرضية مشتركة للعب هذا الدور.