كتب: دكتور وجدي كامل
(1)
إذا أردت معرفة من الفنان المفضل للموسيقار الكبير محمد الأمين فهو وبلا منازع عبد العزيز محمد داوود. محمد الأمين لا يحب أبوداوود لحسن أدائه وحرفيته في إخراج الكلمات من حنجرته العجيبة فقط، ولكنه مغرم كذلك بشخصيته ونكاته. وإذا ما توفرت ونسة لك معه وهو مستقر المزاج فتعال له بسيرة أبوداوود.
(2)
عندها سوف تسمع قصصًا ونكاتاً وأداء مطابقاً وضحكاً وقرقراباً قد لا تجده في مثل هذه الأيام العصيبة. قبل أيام حادثته عبر الهاتف بعد انقطاع طال بيننا وتحادثنا وحكينا عن الكرونا والسياسة وكورونا السياسة، وما كتبته بخصوص الدكتوراه الفخرية واتفق معي فيما قلت خاصة وأنه أحد الحاصلين عليها من جامعة النيلين.
(3)
سألني بعدها باهتمام عن تخطيطي للمستقبل فكشفت له عن تفكير يراودني بالعودة النهائية. وكأي صديق نصحني بعدم اتخاذ قرار بذلك ما لم أحضر وأجري تقييماً للواقع. وعندما حاولت تطعيم وتحسين الفكرة بأني ربما أحضر ولكن سأكون بين الخرطوم والقاهرة ضحك ضحكاً مجلجلاً وحكى لي أن أبوداوود غنى زمان للنميري أغنية بمناسبة العلاقات المتطورة وقتها بين السودان ومصر وأصبح يدندن بشهية مفتوحة: من الخرطوم للقاهرة سلام وتحية معطرة – سلام وتحية معطرة، وغرقت في الضحك من دقة المحاكاة.
(4)
صحيح أنه من قال تلك العبارة التي لن ينساها جمهوره بنادي الضباط ذات حفل: يا أغني أنا يا تغنوا انتو، وظهر عصبياً ولكنه ولمن يعرفه عن كثب فهو يعد احد كبار الظرفاء الأحياء بالسودان وستكون محظوظاً إذا ما صادفته في مزاج رائق ومعنويات عالية. حفظه الله وأبقاه بما قدم وأثرى به حياتنا ووجداننا بجميل الأغاني.