مدخل مهم:
في الآونة الأخيرة أصبح من المعتاد أن تتصدر الصحف أخبار الدعاوى القضائية التي يرفعها شاعر ما أو فنان ضد قناة فضائية أو محطة إذاعية أو ضد شخص بعينه ولم نعد نعقد حاجب الدهشة كما كنا نفعل بالسابق، لأن هذه الدعاوى أصبحت شيئاً شبه عادي في ظل الظروف التي يعاني منها المبدع السوداني.
(بعض الرحيق) وقفت عند هذه الظاهرة وخرجت بهذه الحصيلة..
نحاول المساواة:
لم تعد الساحة الفنية بخير والتغول على حقوق المبدعين الأدبية والفنية لم يعد قاصراً على الفنانين الشباب، فهناك بعض الأجهزة الإعلامية (راديو وتلفزيون) رفعت ضدها قضايا، فتعالوا معا نتعرف أولاً على الإجراءت التي يتبعها صاحب الدعوى الذي يذهب إلى المصنفات الأدبية والفنية ويتقدم بشكوى الى الأمين العام وهو بدوره يوجهها الى الإدارة القانونية لإبداء الرأي، وعندما ترجع إليه مرة أخرى قد يوافقهم أو يختلف معهم ويسعى القائمون على أمر المصنفات الأدبيه والفنية الى تقريب وجهات النظر بين طرفي القضية ويحاولون المساواة بينهم، وإذا فشلت محاولة الصلح يذهب إلى النيابة التجارية التي تفتح له بلاغاً بموجب قانون حق المؤلف للعام 1996م، ثم يقوم بعمل ضبط وإحضار ثم يتم تحويله إلى محكمة الملكية الفكرية بالإضافة إلى الرقابة من قبل المصنفات على شركات الإنتاج ومراجعة العقود ومعرفة مدة انتهائها للحد من هذه الظاهرة.
تلبي روح القانون:
الشاعر مختار دفع الله، حرك دعوى قضائية ضد الفضائية السودانية التي تقوم ببث أغنية يا مشرقة ووزعتها على التلفزيونات الولائية، ودفع الله خاطب إدارة التلفزيون منذ العام 2007 م مطالبًا بحقه وفي مهاتفة له أكد أنه رفعها لأنه لم يأخذ حقه منهم على الرغم من مرور سنتين ونيف لذلك سلك هذا الطريق، والفنان الطيب عبدالله من قبل أرسل من مهجره ابن أخته ليحرك له دعاوى قضائية ضد من يتغنون بأغنياته وعلى قناة النيل الأزرق التي تبث أغنياته ودعوى أخري ضد راديو الرابعة حركها الشاعر أمجد حمزة لإذاعتها مجموعة من أغنياته دون أخذ الإذن منه، وغيرهم وغيرهم.
المراعاة للمبدعين:
الشاعر عبد الوهاب هلاوي عضو المصنفات الأدبية والفنية سألته مستفسراً عن هذه الدعاوى ومن واقع عمله ما رأيه فيها؟ فأجابني قائلاً: على حسب متابعتي الشخصية هناك قضايا مرفوعة من قبل المبدعين على أجهزة إعلامية وشركات إنتاج، ومن وجهه نظري أنها تلبي روح القانون، كما أنها تعيد للمبدعين حقوقهم التي ظلت مهدرة منذ سنوات طويلة دون وجود لوائح لها، ومن ناحية أخرى تقوم بضبط الحركة الإبداعية، ومن خلال عملي أرى أن هناك حرصاً على حقوق المبدعين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وما كنت لألوم المبدعين السودانيين في اتخاذ أي موقف، لذا عبركم أطلب من كل الجهات المعنية بالعمل الإبداعي أن تراعي أكثر وأكثر حقوق المبدعين في ظل العبث والقرصنة التي أصبحت سائدة.
بلاغات قيد النظر:
المستشار القانوني الأستاذ نادر محمود، تحدث عن الجوانب القانونية للموضوع، وابتدر حديثه قائلاً: هناك حق مشروع كفله القانون للمؤلف وحقوقه المجاورة وهو حق أصيل أدبياً ومادياً، وما أن يتم التعدي على هذا الحق على المبدع أن يلجأ الى القانون وإلى الجهة المنوط بها هذا الأمر، وهي شرطة نيابة المصنفات، وهناك الآن بلاغات قيد النظر والاتحاد يقوم بالتفاوض حولها لأجل حلها، والأشياء التي ساعدت على تفاقم هذه الظاهرة هو الافتقار للمؤسسيه في الأجهزة الإعلامية في وقت انتشرت فيه ثقافة الملكية الفكرية بين كل المبدعين بالإضافة إلى الفنانين الشباب الذين يفتقدون الثقة في أنفسهم بأنهم لا يستطيعون النجاح الآمن خلال التغني بأغنيات الغير مع الأخذ في الاعتبار تجربة فنانين شباب من كلا الجنسين دخلوا الوسط الفني بأغنياتهم الخاصة، وعلى سبيل المثال حرم النور وشكر الله عز الدين والإذاعة الرياضية هي الوحيدة التي أقامت مكتباً مختصاً بإدارة الملكية الفكرية حتى تقي نفسها شر الوقوع في هذه المشاكل.