أثارت ضبطية كميات كبيرة من الذهب بمطار الخرطوم ردود أفعال واسعة تجاوزت أبعاد الجريمة الاقتصادية المتكررة إلى ظهور جملة من التساؤلات المهمة، أولها من الذي وضع الذهب داخل طائرة بدر؟، وبالإجابة على السؤال تتكشف الأبعاد الحقيقية للجريمة المؤسفة، وهو ما تحقق فيه سلطات التحري.
الثغرة التي تحدث عنها مسئول جمارك المطار تشير بوضوح إلى عمل وحدات أمنية متعددة داخل المطار دون تنسيق أو تعاون، بدليل قوله: (الضبطية تمت بالتعاون لأول مرة) بالتالي من أوقف الذهب عن التهريب (فريق متعاون)، والتعاون وحده لا يحجم الجريمة، بل الإجراءات الإضافية ما يزيد من معدلات انخفاض المخاطر، مثل تفتيش الطائرات القادمة من رحلات محلية وقبل بدء إجراءاتها للسفريات الخارجية خاصة المتجهة لدول الخليج، يجب أن تكون مستمرة وبصورة دقيقة ومهنية، فقد تكون كميات الذهب التي تم ضبطها كان سابقة لهبوطها من رحلة داخلية.
أما مسألة انتقادات تصريحات مدير جمارك الخرطوم للصحفيين حول تفاصيل الحادثة، فليس بغريب أن تحبط جمارك الخرطوم محاولات تهريب الذهب، وتعكس هذا الإنجاز عبر وسائل الإعلام ليكون حافزاً معنوياً للقوة التي نفذت العملية ورادعاً في ذات الوقت لمحاولات تدمير الاقتصاد القومي، وإن كانت بأيادٍ داخل المطار، ولكن الغريب في الأمر ابتذال التصريحات واختزالها حول ضبطية الذهب بصورة حصرية للجمارك التي أوقفت الطائرة قبل إقلاعها، وهذا حديث غير صحيح، فالرجل بكل أمانة نسب النجاح للتنسيق المحكم والتعاون الجيد بين قواته وجهاز الأمن والطيران المدني تحديداً، ولم يتهم أية جهة، ولم يعقد مؤتمراً صحفياً، وإنما شرح ذلك لوزير المالية الذي كان زائراً لرئاسة الجمارك لأول مرة، وبعد الزيارة حاصرته الصحافة وقال تلك التصريحات (التسجيل موجود).
بالتصريحات حسب تقديري، هناك إنجاز أكبر من ضبطية الذهب، لم ينتبه إليه كثير من الناس وهو منع دخول أكثر من (6) كيلو كوكايين ومخدرات تخليقية تقدر بأكثر من (32) ألف حبة مخبأة داخل ألواح قرآن ومصاحف وغيرها، ولكم مقارنة إن دخل هذا الكم الكبير من المخدرات ودمر شبابنا فإن قيمة الذهب المهرب لا تكفي لعلاجهم.
*أفق قبل الأخير
جاء في الأخبار (أن قطاً داخل طائرة يتسبب في هوبطها اضطرارياً وعودتها للمطار)، لذلك تفتيش الطائرة قبل إقلاعها بكشف غرائب وعجائب وجرائم.
*أفق أخير
لابد من كشف القطط السمان قبل الإقلاع.