إشراقات الغد بالجنينة.. جهود لوقف العدائيات
تقرير- عبد الله عبد الرحيم
الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة أحدثت العديد من ردود الفعل داخلياً ودولياً بعد صور الحرب والدمار والخراب التي طالت الولاية الآمنة وشردت الآلاف من مواطنيها عقب اندلاع الصراعات بين بعض مكوناتها القبلية. هذا الأمر دفع بمركز إشراقات الغد للدراسات والتنمية، إلى التقاط المبادرة فسارع بتكوين لجنة نشطت مؤخراً في عمل المصالحات القبلية ورتق النسيج الاجتماعي بين مواطني الولاية، حيث بدأت اللجنة جهودها بشأن المصالحات الاجتماعية بغرب دارفور بلقاء السيد والي ولاية غرب دارفور مولانا محمد عبد الله الدومة برئاسة د. مصطفى نجم البشاري وقدمت اللجنة شرحاً مفصلاً لكل برامجها التي سوف تقدمها بمدينة الجنينة. وقد رحب الدومة والي الولاية بهذه اللجنة وقال إن وصولها له معانٍ عدة ستترجم على أرض الواقع وشكر لهم مساعيهم بغية الوصول لسلام مجتمعي دائم بالولاية التي شهدت صراعات كبيرة في الفترة الأخيرة، وأكد لهم عودة الحياة لطبيعتها بفضل القوات النظاميــة المنتشرة في كل ربوع الولاية, وقدم لهم شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الأمنية والإنسانية بالولاية، وقال: لا بد من التعايش والترابط وإعادة نسيج الولاية.
د. مصطفى نجم البشاري رئيس الوفد واللجنة، أكد أن هذه اللجنة يقف وراءها جميع أبناء دارفور وقوفاً وسنداً للأهل بغرب دارفور حتى يصلوا للسلام الدائم والاستقرار والأمن حتى تنعم الولاية بالتعايش السلمي بين كل المكونات، وشدد على ضرور تنفيذ كل أعمال اللجنة حتى تجد مبتغاها.
مباشرة مهمة:
ويأتي تدشين اللجنة لعملها بالولاية مبكراً للحاق ما يمكن لحاقه بعد أن عاشت الولاية في فترة ظلامية كادت أن تعصف بالاستقرار والسلام والتعايش، وقد بادرت اللجنة المكلفة من مركز إشراقات الغد للدراسات والتنمية على خلفية زيارتها لولاية الجنينة، للوقوف على الأحداث الجارية حيث واصلت اللجنة عملها منذ وصولها الولاية وبدأت مقابلاتها ومشاوراتها مع الأطراف المعنية. ومن بعد إلتقى الوفد بالسلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين الذي قدم ترحابه وشكره للجنة، ووعد بتقديم المساعدات وإزالة كافة العقبات من أجل الحفاظ على اتفاق وقف العدائيات وإطلاق النار بين جميع المكونات الاجتماعية في الولاية، وأمن السلطان على ضرورة تكامل الجهود المشتركة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
(14) لجنة:
ومن جانبٍ آخر، التقت اللجنة بمنزل السلطان سعد عبد الرحمن بوفدٍ من أبناء منطقة (تلس) الذين أكدوا مساندتهم ودعمهم لعملية السلام والبحث عن الاستقرار وتوفير الأمن في المنطقة. حيث توجهت اللجنة لأمانة الحكومة، والتقت بالسيد الوالي الأستاذ مولانا محمد عبد الله الدومة، وتناول اللقاء عددا من الموضوعات والقضايا المهمة التي شهدتها الولاية ونقلت اللجنة تحايا السيد الرئيس الباشمهندس صالح عبد الله وجميع أعضاء المركز بجهودهم ومساعيهم الحميدة والمقدرة تجاه إخماد الحرب بين الأطراف في الولاية، كما شرحت اللجنة أهداف زيارتها بجانب عمل المركز في حل المشكلات وإبراز الدور الذي يقدمه تجاه عملية السلام والتعايش السلمي في ولايات دارفور خاصة والسودان عامة، كما قدم الوالي شكره وامتنانه لعمل اللجنة والوقوف بجانبها حتى تتمكن من مباشرة مهامها وطرح الوالي البرامج المشتركة التي تفرعت منها أربع عشرة لجنةً فرعية تجوب محليات الولاية للتبشير باتفاقية سلام جوبا وكيفية إنزالها على أرض الواقع. وقد توصلت اللجنة العليا لتعزيز السلام والمصالحات، إلى اتفاق مع لجنة إصلاح ذات البين حول مقترح الورش التي ستقام بالولاية وتم الاتفاق على أنها ستكون جزءًا من آليات المركز لمواصلة جهود السلام والاستقرار.
وقف العدائيات:
ومواصلةً لاجتماعاتها المكثفة بين الأطراف في ولاية الجنينة، واصلت اللجنة العليا لتعزيز السلام والمصالحات بغرب دارفور جهودها ومشاوراتها، حيث تواصلت اجتماعات اللجنة مع تجمع النازحين بمعسكرات الجنينة، ووجد الاجتماع القبول والرضا والإيجابية من الطرفين، واستمعت اللجنة لإفادات النازحين حول الأحداث التي شهدتها الولاية منذ حادثة معسكر كرندنق الأولى ومروراً بالثانية وموقفهم الواضح بشأن الأزمات المتكررة، وأكدوا على خطورة الأوضاع الإنسانية ومدى حاجتهم العاجلة للدعم من الدولة، حيث أكدوا على ضرورة الالتزام بوقف العدائيات بين الأطراف، مطالبين بتدخل الدولة العاجل لوقف الضرر وعدم ازدياده أكثر من ذلك، وبلغ عدد النازحين مائة وعشرين ألف نازح في أربعة وثمانين مركزاً إيوائياً، واتهمت اللجنة الجهات المعنية بعدم الاستجابة لمطالبها وأن القانون سيأخذ مجراه تجاه الجناة وهو الحل الوحيد الذي يمنع حدوث الصراع مجدداً.
من جانبها اتفقت اللجنة العليا على التنسيق والتعاون الكامل بين جامعة الجنينة ومركز إشراقات الغد للدراسات في مجال العمل المشترك وتكامل الأدوار للمساعدة لحل المشكلات بين كل الأطراف المختلفة وتوحيد رؤية المبادرات من أجل المساعدة ودعم عملية الاستقرار في الولاية.