تقرير – مريم أبشر
على متن طائرة رئاسية، توجهت وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أول زيارة خارجية لها منذ اختيارها مؤخراً ضمن الطاقم الوزاري لحكومة الفترة الانتقالية في نسختها الثانية.. اختيار المنصورة لجوبا لتكون محطتها الخارجية الأولى تعمدت وزيرة الخارجية أن تخص جوبا بأولى السفريات الخارجية أسوة بالدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء والذي تناقلت الأسافير حينها عقب اختياره رئيساً لمجلس وزراء الحكومة الانتقالية، أن حمدوك سيبدأ زيارته الخارجية بصفته رئيساً للوزراء بعاصمة الضباب لندن، غير أن حمدوك كذب كل التوقعات عندما أعلن أنه سيزور جنوب السودان كأول دولة يبدأ بها مسيرة تواصل السودان الجديد في حكومة الانتقالية، نظراً للخصوصية والتاريخ المشترك وكون أن السودان وجنوب السودان كانتا دولة واحدة فرقتهما الحدود السياسية ولكن رغم ذلك يفترق الوجدان والماضي والحاضر المشترك بين الشعبين.
ليوم واحد:
زيارة المنصورة لجوبا حدد لها أن تكون يوماً واحداً، حيث التقت برئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير وعدد من كبار المسؤولين بحكومة دولة جنوب السودان بجانب نظيرها الجنوب سوداني ونقلت لهم شكر وامتنان حكومة الجنوب ممثلة في لجنة الوساطة على الجهد الذي بذلوه بين الحكومة وقيادات الكفاح المسلح حتى توج باتفاق جوبا للسلام الذي مثل نموذجاً غير مسبوق وأساسًا متيناً في التوصل للسلام عبر حل جذور الخلاف فضلاً عن تواصل مساعى الوساطة في استكمال الشوط الثاني للسلام بضم فصيلي عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو لركب السلام عبر جوله أخرى يجري الترتيب لها حالياً. وحسب مصادر مقربة من وزيرة الخارجية تحدثت لــ(الصيحة)، فإن علاقات خاصة تربطها بقيادات دولة جنوب السودان، فضلاً عن أن الزيارة ستشكل بداية لبحث مسار التعاون المشترك وتفعيل الاتفاقيات واللجان المشتركة لخدمة شعبي البلدين.
أولوية ملفات:
بجانب خصوصية العلاقات بين الخرطوم وجوبا وتشابكها في شتى الملفات، فإن اختيار وزيرة الخارجية جوبا وفق خبراء يمثل أهمية قصوى لملفات ساخنة تشهدها الأوضاع السياسية في السودان في مقدمتها ملف التوتر الحدودي مع أديس.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ الجامعات الدكتور صلاح الدومة، أنه بجانب بحث العلاقات بين البلدين والسعي لدفعها في شتى المجالات خلال الحقبة القادمة، فإن ما يدور بين الخرطوم وأديس والوساطة التي طرحها الرئيس الجنوب سوداني الفريق سلفاكير مياريت تعد أحد أهم الأجندة التي دفعت وزيرة الخارجية لبدء تحركها الخارجي، ولفت إلى أن السودان كذلك أبدى عدم رغبته في وجود القوات الأثيوبية (اليونسفا) في منطقة أبيي لأن اثيوبيا لم تعد مثالاً يحتذى للسلام وأن قواتها أصبحت غير مرغوب في تواجدها بالسودان، ويضيف لــ(الصيحة) أن الزيارة مهمة لجهة أهمية الموضوعات المتوقع طرحها مع المسؤولين فى حكومة سلفاكير.
مكانة خاصة:
على أهمية الدور الذي لعبته جوبا في أحد أضلاع مثلث شعارات الثورة السلام، فإن وزيرة الخارجية كما يقول الناطق الرسمي السابق بوزارة الخارجية والخبير الدبلوماسي جمال محمد إبراهيم فإن لجوبا مكانة خاصة لدى الوزيرة كما أشارت في حديثها يرى أن الوزيرة رأت أن تبدأ زياراتها الخارجية بدولة جنوب السودان قبل أن تتوجه لأي دولة أخرى، فهي زيارة مراسمية ذات خصوصية تضاف للملفات المهمة تجمع البلدين ودور جوبا المحوري في كثير من قضايا السودان وفى المقدمة ملف السلام ومساعي توسطها لنزع فتيل التوتر مع أثيوبيا.
أقرب جار:
جوبا محطة مهمة للسودان، وزادت اهميتها لتحركها في ملف السلام لذا رأت وزيرة الخارجية أن تبدأ بالجار الأقرب جوبا، هذا ما أفاد به الخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو الصيحة، وزاد عليه بأهمية أن تلعب الخارجية في هذه المرحلة دورها المطلوب في السلام بعد أن ظل مسيطراً عليه المجلس السيادي خلال الفترة الماضية، وصار الدور الدبلوماسي ضعيفاً، وقال إنهم أكدوا كسفراء معاشيين للوزيرة أثناء لقائها بهم أمس الأول على أهمية ان تلعب الخارجية دورها المحوري في السلام، ويرى أن علاقة الخرطوم بجوبا يجب أن تكون وطيده كبلدين كانا قطراً واحداً، أضف إلى ذلك أن لحزب الأمة الذي تعد المنصورة أحد قياداته له مكانة خاصة لدى دولة جنوب السودان ولذلك فإن بدء المنصورة زياراتها بجوبا مهمة، فهي الجار الأقرب وتنشيط العلاقات معها مهم في المرحلة المقبلة.