نجومية أيلا

*أواخر العام 1997م، كان صدور صحيفة “الوفاق” لمالكها أستاذنا الراحل محمد طه محمد أحمد، الذي أدهش الجميع بصحيفة مختلفة عن صحف تلك الفترة.

*خرجت الوفاق ولم تحمل أخباراً- كالمعتاد- على صفحتها الأولى التي خُصّصت للتحليل والأسرار وخفايا السياسة.

*دهش القارئ بتلك الصحيفة “التحليلية” كما استغرب عدد من زملاء المهنة صدور صحيفة لا تحمل أخباراً في صفحتها الأولى إلى جانب تخصيص مانشيت لأخبار الرياضة، وهو أسلوب لم يكن مُتّبعاً في حقبة التسعينيات.
*نجحت الوفاق في بداياتها نجاحاً منقطع النظير، وواصل أستاذنا محمد طه نجوميته في تلك الحقبة وظل كذلك حتى رحيله.

*نجومية محمد طه، “نسأل الله له الرحمة”، في تلك الفترة تشابه نجومية رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا في هذه الأيام، وهو في كل يوم يتصدّر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.

*أيلا منذ أدائه القسم رئيساً للوزراء، وفي كل يوم يصدر قراراً بإقالة أو حل مجلس إدارة مؤسسة من مؤسسات الدولة.
*وإن كان أساتذة الصحافة يقولون إن الخبر”إنسان يعض كلباً وليس العكس”، فإن الخبر في عهد حكومة أيلا  أصبح أن لا يصدُر قرار من رئيس الوزراء بإقالة مدير مؤسسة ما.
*الكثيرون أبدو ارتياحهم لقرارات رئيس الوزراء وبدأ التفاؤل يدب في قلوب الكثيرين بأن عهداً جديداً سيبدأ في ظل هذه الحكومة.
*وإن كانت جميع قرارات رئيس الوزراء السابقة موفقة فإن قراره بإعفاء المدير التنفيذي لصندوق إعمار الشرق وحل الصندوق موفق جداً، وإن جمّد رئيس الجمهورية قرار حل الصندوق بعد لقاء جمعه بمساعده موسى محمد أحمد.

*إن أيلولة مشروعات الصندوق للجهات المختصة، إن كان في الطرق أو المياه أو المدارس  هو الصواب بعينه خاصة وأن صندوق إعمار الشرق ظل لسنوات طوال يعمل في ولايات الشرق، ولكن إنسان تلك المناطق لا زال يعاني كثيراً.

*قبل سنوات عديدة تسلمت دعوة من الصندوق للمشاركة في مؤتمر صحفي يعقب التوقيع على بعض مشروعات المياه بولاية القضارف، وأمام كل ضيف في ذاك التوقيع كان يوجد “صحن” ضيافة فاخر.

*قلت لجاري في ذاك المؤتمر “أموال هذه الضيافة وحدها كفيلة بإنشاء صهريج مياه في إحدى قرى القضارف”.

*تم التوقيع على مشروعات المياه ولازالت القضارف تبحث عن المياه حتى في عاصمة الولاية.

*عمر صندوق إعمار الشرق تجاوز العشرة أعوام ولكنه فشل في إيصال الخدمات الضرورية للكثير من قرى شرق السودان، ولازالت الكثير من القرى تبحث عن المياه والصحة والتعليم.

*قبل سنوات لم تتجاوز الثلاث، كنت في زيارة لقرى أربعات شمال ولاية البحر الأحمر، وشاهدت أوضاعاً مأساوية من تردي الخدمات.
*في تلك البقاع المواطن يبحث عن المياه للشرب والرعي، والمدارس وضعها “صعب”.

*فشل صندوق إعمار الشرق في إحداث التنمية المطلوبة لتلك الولايات، وإن خصص لكل ولاية ثلاثة أعوام منذ إنشائه لاختلف الحال في شرقنا الحبيب.

* بالأمس تناقلت بعض مواقع التراسل الاجتماعي خبر تجميد قرار أيلا، وعلى الرغم من ذلك نتفق مع أيلا في قراره فيما يخص صندوق الشرق الذي فشل في إحداث التنمية المطلوبة.

*يظل أيلا حتى الآن نجم الحكومة بقرارته اليومية، وهو يدهش الجميع بها كما فعل أستاذنا الراحل محمد طه في سنوات الوفاق الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى