جنوب دارفور.. “تمازج” بين الجاهزية وسكون الاتفاق
تقرير: حسن حامد
أكثر من أربعة أشهر تمضي على توقيع حركات الكفاح المسلح وحكومة الفترة الانتقالية على سلام السودان بعاصمة دولة الجنوب مدينة جوبا، ومنذ ذلك الوقت والاتفاقية حبيسة الأدراج والأوضاع في مناطق النزاعات وخاصة دارفور تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر بسبب الحروب الأهلية والتفلتات الأمنية التي بدأت تظهر بين الفينة والأخرى، وما زال السلاح منتشراً بأيدي المواطنين وتزهق به الأرواح وبدأ النسيج الاجتماعي في التفكك مجدداً خاصة في ولايتي غرب وجنوب دارفور.
كل ذلك وغيره عزاه مراقبون إلى تأخير عملية السلام وإنزال اتفاقية سلام جوبا على أرض الواقع خاصة برتوكول الترتيبات الأمنية الذي يشكل رأس الرمح في جعل السلام واقعاً يمشي بين الناس، وربما أدى تأخيره أكثر إلى تفاقم الأوضاع.
وفي إطار الجولات التبشيرية بالسلام التي يقوم بها قادة ورؤساء الحركات إلى معظم ولايات دارفور وتفقد منسوبيها، برزت الجاهزية من قوات الجبهة الثالثة “تمازج” للترتيبات الأمنية وحفظ السلام في السودان، وذلك في أول استقبال لرئيسها د. ياسر محمد الحسن والوفد المرافق له في انتظار الجدية من شركاء السلام للبدء في تنفيذ اتفاق سلام السودان الذي تم توقيعه في جوبا حتى يكتب السطر الأول في مشوار السلام هنا في دارفور.
رئيس الجبهة الثالثة “تمازج: د. ياسر محمد الحسن، قال إن احتشاد القوات لاستقباله أثبتت من خلاله أن الجبهة الثالثة قوية وجاهزة لحفظ السلام في دارفور وفي شرق السودان وفي كل أرجاء البلاد. وتابع: (ما شفناه اليوم هو رسالة للمرجفين وللناس البتكلموا بأن الجبهة الثالثة ما عندها وجود ونحن بنقول ليهم تعالوا شوفوا بعيونكم هذه القوة الآن جاهزة لحفظ السلام).
وأضاف ياسر أن اتفاقية جوبا للسلام جاءت في مرحلة مهمة جداً من مراحل السودان، جاءت في الفترة الانتقالية وهي مرحلة مهمة وصعبة تتطلب تضافر الجهود حتى السودان يعبُر من المرحلة الانتقالية الصعبة ويكون بلداً متماسكاً تُرسى فيه دعائم الديمقراطية.
وأشار ياسر إلى أن اتفاقية جوبا فيها برتوكولات إذا طبقت على أرض الواقع يمكن أن يكون هنالك سلام حقيقي في السودان ودارفور بصفة خاصة، مشيرًا إلى أن أهم البرتوكولات الترتيبات الأمنية إذا ما أوفت الحكومة وطبقتها بحذافيرها يمكن أن يكون سبباً في جمع السلاح المنتشر وسبب أساسي في الأمن بدارفور، علاوة على البرتوكول الثاني والمهم وهو برتوكول الأرض والحواكير.
ودعا د. ياسر أهل دارفور جميعاً لوقف هذا العنف المفتعل وأن يعيش الناس في سلام.
نائب رئيس الجبهة الثالثة “تمازج” د. محمد إسماعيل (زيرو)، قال إن زيارتهم لمعسكر القوات بمنطقة الخير واجد بجنوب دارفور تأتي لتهنئة القوات بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا وللبدء في التحضير للترتيبات الأمنية والبداية العملية للمصالحات بدارفور لإعادتها سيرتها الأولى ووداع الحروب الأهلية إلى الأبد.
وقال زيرو إن اتفاق سلام جوبا واحد من الاتفاقيات التي ناقشت مسببات الأزمة في السودان في عدة برتوكولات من أهمها والذي يهم الحركة والجيش هو بند الترتيبات الأمنية ونحن مستعدون للتنفيذ بهذا الجيش الكبير الأمامي.
كذلك ناقش الاتفاق العديد من القضايا ووضع حلول واضحة لها مثل قضايا النازحين واللاجئين وقضايا الأرض والحواكير وكافة القضايا التي تهم الشعب السوداني كالفترة الانتقالية وصناعة الدستور وقضايا ذات خصوصية مثل الكنابي والأقليات المسيحية، وتابع: (اتفاق جوبا كامل وشامل ناقش كل جذور الأزمة ومنح الحق للجميع عبر المسارات المتعددة التي وضعها الاتفاق لكافة أقاليم السودان).
القائد العام للجناح العسكري بالحركة أدم يحيى الشهير بـ(كاربينو) وجه قواته بأرضاً سلاح، وقال إنهم مع السلام.
وعاب كاربينو عدم حضور أي ممثل لحكومة الولاية في استقبال قواته لرئاسة الحركة، وتابع: (أنا شخصياً لو جاء مسؤول أو ما جاء ما فارقة معاي لكن متأكد لو كان ناس آخرين كان الحكومة شاركتهم ليه نحن حيطة قصيرة ولا شنو فيا كل الجيش نحن مع السلام والآن تجاوزنا مرحلة التبشير به وشغالين في المصالحات، وبالتالي أقول لكم يا جيش أرضاً سلاح وأنا ما عندي عسكرى بلف ساكت فقط قواتنا دي تجمعت هنا لاستقبال رئيس الحركة ووفده).
وبعث كاربينو رسائل للحكومة بأنهم لا يقبلون المساومة أو التفريط فى شبر من أرض الوطن السودان، وتابع “وطنا دا نحن ما بنلعب بيهو”.
وأضاف: إذا أي شخص من النازحين واللاجئين أخذ حقه كاملاً وعاد إلى منطقته الأصلية عزيزاً مكرماً فإنه لم يطلب شيء بعدها. وأضاف “الناس في الخرطوم بتصارعوا عاوزين وزراء وكذا وأنا شخصياً لا عاوز والي ولا وزير ولا أي منصب فقط ما ذكرته إذا تحقق أنا تاني ما عندي أي مشكلة.