سراج الدين مصطفى يكتب.. على طريقة الرسم بالكلمات
فنيلة البرهان:
لم يختلف المشهد كثيراً ما بين الصورة التي ظهر بها المخلوع عمر البشير وهو ممسك بفنيلة ميسي، وما بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وهو ممسك بفنيلة تم إهداؤها من رئيس الفيفا جياني إيفانتينو خلال زيارته للبلاد أول الأمس، والفرق ما بين الصورتين هو الاسم فقط، ورغم أن فنيلة ميسي طلعت كذبة كبرى وأهدرت الكثير من ماء وجه المخلوع البشير، والثانية لا تحمل أي قيمة فيها تعبير وتقدير لسيادة البلد من رئيس الفيفا الذي يجب عليه دعم النشاط الرياضي السوداني بالمعدات الرياضية والبنية التحتية وليس الفنائل.
هدى عربي:
تجربة فنية لي عليها ملاحظات.. بحسب تقديراتي الشخصية.. وهي تقديرات غير ملزمة بالطبع وليست هي حكم قضائي استنفد كافة مراحل التقاضي.. وذكرت ذلك مراراً وتكراراً وقلت ذات مرة صراحة إن هدي عربي كفنانة تخاطب (الغرائز) أكثر من (الدواخل)، وما زلت عند ذلك الرأي.. وهي تقريباً يومياً تؤكده بحسب ما أعتقد وأرى.. وهي كذلك بلا ملامح مشروع فني واضح المعالم.. وهنا أعني خلو سجلها الغنائي من أي اغنية ذات لون وطعم جديد.. فهي فنانة تجيد ترديد غناء الآخرين.. وهذا ما يجعلها مغنية في مهب الريح.. لأنها لم تستثمر نجاحها الكبير بتقديم أغنياتها الخاصة.. ومن الممكن أن تظهر أي مغنية حسناء ذات صوت جميل أن تزلزل عرشها.. وذلك وارد جداً.. وإذا ارادت الاستمرار، عليها تكوين رصيدها الجمالي من الأغنيات المختلفة حتى تخلد في ذاكرة ووجدان الشعب السوداني.
هدى.. سيدة الموقف:
كل تلك الآراء التي يراها البعض قاسية.. لا تمنعني أن أقول بأن هدى عربي حالياً هي سيدة الساحة الفنية بلا منازع تحكمت في كافة تفاصيلها.. وحتى برنامج أغاني واغاني الموسمي ترتفع وتيرة مشاهدته حينما تشارك هدى عربي.. فهي تضفي روحاً مرحة على البرنامج وتمنحه روحاً وحيوية.. ولها قدرة عالية في اختيار الاغنيات التي تناسب صوتها.. وذلك ذكاء يحسب لها.. تلك حقائق يقولها الشارع الآن.. وهي كذلك أكثر فنانة مطلوبة في حفلات الأعراس ويكاد دفترها يمتلئ بالحجوزات تماماً لأشهر قادمة مما رفع سعرها في البورصة الفنية وجعلها تتمدد في كل البراحات بلا منافس تقريباً.
أغاني وأغاني:
برنامج أغاني وأغاني يحتاج للتغيير والتغيير الشامل في كل شيء، والتغيير الذي أقصده لا يشمل الأستاذ السر قدور الذي ترتكز عليه فكرة البرنامج ولكني أعني ـ الوجوه المكررة ــ و(عارضات الأزياء).. لقد أدى هؤلاء المطربون ما عليهم ورسخوا البرنامج في ذهنية الشعب السوداني ومن حقهم وحقنا عليهم أن يرتاحوا قليلاً حتى نشاهد وجوهاً أخرى تضفي المزيد من الحيوية على البرنامج..
السر قدور:
الحقيقة التي لا تقبل الجدال أو الشك، أن هذا البرنامج يحظى بنسب مشاهدة عالية.. وفي ذات الوقت يحظى بنقد عنيف ومكثف لبعض المشاركين فيه من المغنين.. أو المعلومات التي يطرحها الأستاذ السر قدور.. وكما معلوم أن الأستاذ السر قدور وصف في كثير من المرات بعدم الأمانة في ذكره لبعض الحقائق والشواهد والمواقف.. ويقال بأنه يذكرها بحسب مزاجه الشخصي.
عبد العزيز داؤد:
أثرى الفنان عبد العزيز محمد داؤد الحياة الفنية بروائع أغاني الحقيبة وأغانيه الخاصة وعشقه الكثيرون من ذوي الذوق الرفيع, بنى عبد العزيز محمد داؤد مجده الغنائي, وهو بعد متين, على قصائد أنشأها عوض حسن أحمد مثل (فينوس) ثم جاءت (صغيرتي) ثم (هل أنت معي ) للشاعر المصري محمد علي أحمد، وأسهم عبد المنعم عبد الحي في ذلك العقد المتلألئ بقصيدة( لحن العذارى). وبازرعة (صبابة) وحسين عثمان منصور (أجراس المعبد)، ولا بد أننا نؤمن اليوم أن عبد العزيز داؤد قد أجاد الغناء بالعامية والفصحى.