الخرطوم: جمعة عبد الله
بدأت وزارة الري والموارد المائية والكهرباء في تطبيق قطوعات مبرمجة للتيار، ودعت المواطنين لترشيد الاستهلاك وتفعيل شعار “الكهرباء لك ولغيرك” لتحقيق مبدأ كفاءة الطاقة، فيما تخوفت قطاعات واسعة من المواطنين من استمرار القطوعات طوال الصيف، وخاصة في شهر رمضان المقبل.
وشدد الناطق الرسمي للوزارة إبراهيم يس شقلاوي في تصريح صحفي على أهمية ترشيد الاستهلاك الكهربائي لتحقيق مبدأ كفاءة الطاقة.
وقال شقلاوي، إن الفترة الحالية يتم فيها تخزين المياه لتغطية احتياجات شهر رمضان، منوهاً إلى وجود انخفاض في الأحمال نتيجة لهذا الأمر، مما حتم إجراء برمجة وصفها بالـ “مدروسة” لتوزيع الخدمة بصورة متوازنة لجميع القطاعات السكني والصناعي والزراعين وذلك للمحافظة على الإمداد الكهربائي. مشيرًا إلى استمرار برنامج الصيانة المعلن للمحطات والمفاتيح والمحولات والخطوط التي من المقرر أن تنتهي في نهاية شهر أبريل المقبل، وقال إن التفاعل مع التوجه العام “الكهرباء لك ولغيرك” يسهم في استقرار الخدمة وتقليل استدامة التيار ويجعل استمرار الخدمة خلال شهر رمضان ممكنًا.
ويبلغ إنتاج السودان السنوي من الكهرباء “3” آلاف ميقا واط، مع حصة أخرى من الكهرباء تأتي من إثيوبيا ضمن اتفاقية بين الجانبين تقضي بتصدير السودان لفائض إنتاجه من البنزين لأثيوبيا مقابل تصدير الأخيرة كهرباء نظير ذلك.
بشكل عام، وقبل إعلان الوزارة، يعتبر عدم استقرار الإمداد الكهربائي خلال فصل الصيف، حدثاً عادياً اعتاد عليه المواطنون ويتكرر منذ سنوات، وإن طالت فترة استقرار التيار هذا العام لتأخر الصيف وتبعاً لذلك امتدت فترة الاستقرار لعدة أشهر بسبب قلة الطلب على الكهرباء في الفترة الشتوية، ونتيجة لنقص الإنتاج الكلي من الكهرباء لم تُفلح جهود الوزارة في إحداث استقرار في الإمداد بشكل كامل.
يقول الخبير في قطاع الكهرباء، د. جون جندي، إن حل مشكلة انقطاع الكهرباء جذريًا مرهون بتصميم مشروعات ذات كفاءة إنتاجية عالية، وهو ما يستوجب بحسب قوله لـ “الصيحة” توفير الاعتمادات المالية اللازمة لمثل هذا المشروع، مشيراً لأهمية تطبيق برنامج حزمة متكاملة تشمل زيادة الإنتاج الكهربائي مع ترشيد الاستهلاك عبر التوعية المستمرة للجمهور.
وكان من المقرر اكتمال مشروع الربط الكهربائي بين السودان ومصر بنهاية الشهر الحالي، لكن الجانب المصري أعلن توقف المشروع لأجل غير محدد، يرجح أن يكون قصيراً، ويرجح أن أسباب التأجيل ناتجة عن عدم وجود وزير كهرباء في السودان لمتابعة تفاصيل المشروع مع نظيره المصري، ومن المنتظر استئناف المشروع بعد تعيين الدكتور عثمان التوم حمد وزيراً للكهرباء منتصف الشهر الحالي في التشكيل الحكومي الأخير.
وكان حمد قد وصف في أول حديثه له عقب تسلمه مهام منصبه، ضمان استقرار الإمداد للصيف المقبل وشهر رمضان بـ “التحدي”، وقال إنها مهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة، وعقد الوزير أول اجتماع له مع الإدارة العامة لمياه النيل والخزانات للاطمئنان على موقف التخزين.
وقال حمد حينها، إن المهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة، ودعا لمقابلة تحديات فصل الصيف بمضاعفة الجهود، لضمان استقرار الإمداد الكهربائي خلال فترة الصيف وشهر رمضان المعظم، وطلب من كافة الوحدات والشركات والهيئات التابعة للوزارة ترتيب الأولويات حسب الأهمية وعرض التحديات التي تواجه العمل مع تقديم مقترحات الحلول الممكنة.
ويتخوف عبد اللطيف يوسف – مواطن- من تسبب الإشكالات التي تعاني منها المحطات الإنتاجية في استمرار القطوعات حتى شهر رمضان المقبل، وقال في حديث لـ “العربي الجديد” إن التجارب علمتهم أن استقرار التيار الكهربائي صيفاً يبدو حلماً “بعيد المنال”، وفق ما اعتادوا عليه سنوياً، وقال إن المواطن لا يهمه سوى توفر الخدمة، وعلى الجهات المختصة معالجة الإخفاقات السابقة لضمان عدم الاضطرار لوضع برمجة للقطوعات.
وتعود أسباب الفجوة في إنتاج الكهرباء بحسب مختصين لعدم عمل “سد مروي” شمالي البلاد بكفاءته القصوى، وهو أكبر سدود إنتاج الكهرباء في البلاد لكن توربيناته لا تعمل جميعها مما يؤدي إلى إنتاج كميات من الكهرباء لا تفي حاجة البلاد، مما يقود إلى الاتجاه إلى “الترشيد الإجباري” أو ما يسمى بالبرمجة، مشيرين إلى أن اللجوء إلى التوليد عن طريق الديزل أو الطاقة الشمسية سيجعل التكلفة عالية.
وتأمل الحكومة في إكمال المشروع، الذي تبقت منه خطوات قليلة تشمل تجارب الأداء واختبارات التشغيل، ثم تليها مرحلة ربط القدرات المنتجة على الشبكة الكهربائية ودخول المراحل الأخرى للمشروع تباعًا.
في المقابل يسعى الجانب المصري لإنهاء مشروع الربط الكهربائي مع السودان في أسرع وقت من منطلق حرص مصر على دعم دول إفريقيا وحوض النيل لتلبية احتياجاتها من الكهرباء، وارتفاع قدرة الشبكة القومية للكهرباء بمصر عن احتياجات المستهلكين، ويدرس الجانبان التوسع فى هذا المشروع ليصل إلى ثلاثة آلاف ميقاوات في المرحلة الثانية من المشروع.