مشاهير دُفنوا خارج السودان.. كل طائر مرتحل عبر البحر.. بلا عودة!
الخرطوم: الصيحة
كما قال الزميل والمؤرخ الشاب صلاح الدين عبد الحفيظ.. ربما يبدو العنوان غريباً على البعض وطبيعياً للبعض الآخر ــ وهو عنوان يظل محل تساؤل للعامة قبل الخاصة. لماذا دُفن هؤلاء الموتى من رموز خارج السودان.. والمؤرخ المختلف صلاح الدين عبد الحفيظ دائماً ما يتناول قضايا التوثيق بزوايا مختلفة وغير مطروقة ومعهودة لذلك أتوقف كثيراً فيما يكتبه..
الفنان محمد أحمد سرور ــ أسمرا:
في بدايات العام 1940م ارتحل الفنان المعروف فنان الحقيبة محمد أحمد سرور نحو العاصمة الإريترية أسمرا بغرض الغناء في رحلة فنية. بيد أن المقام كان قد طاب له بتلك الديار فبقي فيها لسنوات ست حتى وافته المنية هناك ليقبر بها ويظل في ذاكرة السودانيين من أوائل المشاهير اللذين دُفنوا بتلك الديار.
حسين طه زكي أول مدير للإذاعة:
يعتبر الإداري حسين طه زكي المولود بأم درمان في العام 1917م من أوائل السودانيين الذين عملوا بمكتب السكرتير الإداري لحكومة السودان وتدرج في العمل حتى أضحى أحد قامات العمل الإداري بالبلاد.
وحين تأسيس الإذاعة السودانية أصبح أول مدير لها. بعد العام 1957م هاجر المرحوم حسين طه زكي نحو مصر والكويت ثم إنجلترا التي وصلها في بدايات الثمانينيات ليستقر بها ويلاقي ربه بها. ليقبر بلندن في صيف العام 1987م.
منصور رمضان لاعب المريخ والمدرب المعروف:
في أبريل من العام 1979م توفي المدرب القومي منصور رمضان بالمملكة العربية السعودية إثر وعكة صحية، وهو لاعب المريخ المعروف في الخمسينيات ومدربه المعروف في السبعينيات زائداً تدريبه للفريق القومي.
الأديب الدكتور حسن عباس صبحي:
من الذين لم يحظوا بالدفن في مقابر وطنية الأديب الشاعر حسن عباس صبحي الذي لاقى ربه بالمملكة العربية السعودية بمدينة تبوك التي كان يعمل بها أستاذًا للأدب الإنجليزي. ومن عجب أنه ظل طوال حياته يمجِّد الوطن وكل ما هو وطني حتى لاقى ربه خارج الوطن.
الشاعر مصطفى سند:
وهو الذي كان يخاف كثيراً أن تلحقه المنية خارج الديار، وذلك بعد أن استعصت علته، وكان لا بد له من انتظار قدره بعد أن أخبره الأطباء بأن لا جدوى من العلاج. ظل الشاعر الفخيم في حالة شوق وتحنان لأرض الميلاد والنشأة فكان يستعجل العودة للبلاد، ولكن إرادة الله أرادت له الوفاة بمدينة أبها السعودية ليقبر هناك بعيداً عن وطنه الذي أحبه.
الفنان التيجاني السيوفي:
وهو أول من عزف العود أثناء الغناء بالإذاعة السودانية في الأربعينيات، وهو كذلك من أبكار الوطنيين الذين جاهروا بعدائهم للاستعمار البريطاني، فكان جزاؤه الإبعاد من البلاد فتم نفيه إلى الصومال أولاً ومن ثم إريتريا وقبل الاستقلال حطَّت به الرحال بالصومال ليتوفى بها ويقبر بها في بداية السبعينيات.