الخرطوم: النذير دفع الله
لم يكن (الانتحار على أنغام الموسيقى)، إلا واحدة من مجموعته القصصية التي ازدانت بها جنبات موقع (عزة برس) الذي نشرها مؤخراً كمجموعة كاملة للقاص والكاتب المبدع والمتواضع هاشم محمود، وقبلها فقد جعل هاشم للبارود عطراً ينافح الشذى والورد من خلال رائعته (عطر البارود)..
حيث تمثل هاتان الرائعتان بحراً يمكن من خلاله السفر إلى عوالم متعة الألم الخيالية، فهو كاتب يحمل في مداده وأفكاره مشروعاً وطنياً متكاملاً، بل هو كاتب ثوري من الطراز الفريد.. فما بين الألم والغرام يجول بك هاشم إلى حياة اللجوء والتشرد والدكتاتوريات. وفي استراحة وزاوية أخرى يعكس حياة الجندي ودور الأبطال، هاشم كاتب مُولع ومتنوع جدًا أثرى المكتبة العربية بالكثير من القصص والروايات.
ومن خلال بعض اللقاءات التلفزيونية يدهشك هاشم بعفويته غير المصطنعة، وحضوره الجميل الأمر الذي أضاف لثقافته وعباراته جمالاً وبعداً آخر خاصة احترامه لمحاوريه..
هاشم شخصية ثورية، تستحق الاكتشاف والبحث خلف كواليسها فهو من جيل الشباب كيف لا وهو الذي وثق مسيرتهم في عدد من قصصة الأدبية.
أما أعماله الأدبية فهي مدرسة متفردة ومشروع متكامل يمتاز باللغة السلسة، فلا يميل إلى التعقيدات اللفظية بل يختار السهل الممتنع.
سعدتُ كثيراً وأنا أقرأ لكاتب بهذه الإمكانيات الأدبية، كاتب يجعلك تعيش الأحداث خطوة بخطوة ..
على كلٍّ، إذا قادتكم الأقدار للسفر براً من السودان إلى إرتريا، فلا تنسوا الوقوف على كل تلك المحطات التي ذكرها هاشم في (عطر البارود).