عز الدين أحمد المصطفى لبعض الرحيق: من حقنا أن نستفيد من أغنيات والدنا!!
لا أريد لأحمد المصطفى أن يموت مرتين لذلك منعت أحمد بركات
عز الدين أحمد المصطفى يكفيه فخراً أنه ابن عميد الفن.. الرجل الذي قدم للغناء والموسيقى ما لم يقدمه أي شخص آخر.. والتاريخ يؤكد أنه نقل الفنان من مرحلة الصياعة للأستاذية.. والرجل قدم الكثير الذي لا يمكن حصره في هذه السطور. ولكن هناك اتهامات تطال أسرة الراحل خاصة ابنه عز الدين المتشدد في منع تداول أغنياته.
(بعض الرحيق) التقت بابنه الفنان عز الدين والذي تحوم حوله الكثير من الأسئلة والتي طرحناها أمامه، فماذا قال؟
حوار: سراج الدين مصطفى
ـ لماذا حتى الآن تتكئ على اسم والدك ولم تستقل بشخصيتك؟
أنا شخصياً أدركت ضرورة أن أثبت للمستمع بأنني شخصية مستقلة وشرعت في هذا الأمر منذ العام 1997لأنني من قبل كنت أتغنى بأغنيات الآخرين، ولكن بعد ذلك استفزتني بعض المواقف حينما وجدت من هم أقل مني سناً لديهم أعمالهم الخاصة، وأذكر أنني في عام 97 وجدت شخصاً معه قصائد وسألته إن كانت ملحنة أم لا، فقال لي إنها ظلت بحوزته 15عاماً فطلبتها منه على الفور.. وهما قصيدة “وكت ترحل” وقصيدة “دنيانا”.. ومنذ ذلك الوقت اكتشفت قدرتي على التلحين وبعدها بدأت الأغنيات تترى.
ـ اسم أحمد المصطفى الكبير هل أضاف لك أم كان خصماً عليك؟
أي إنسان يكون والده نجماً أو شخصية لامعة من الصعوبة أن يتجاوز شخصية والده.. لأن السودانيين درجوا على المقارنة بمن سبق.. وأنا حينما أغني أغنياتي الخاصة لا يقارنوني بأبناء جيلي بل يقارنوني بأحمد المصطفى، وهذا خطأ كبير.. لأن أحمد المصطفى ظهر وتغنى في زمن له معطيات أخرى غير الحالية ومن الصعوبة أن أقارن به.
ـ ولكنك ساعدت في ذلك من خلال ترديدك لأغنياته؟
أنا صوتي قريب منه، لأنه والدي أخذت منه نفس الخصائص والجينات الوراثية.. وأصبح هنالك تشابهاً طبيعياً بين الأبناء والآباء في الصوت والكلام وكل شيء.. وأنا لا أقلد أحمد المصطفى ولكن هذا هو صوتي الطبيعي.. والتشابه يأتي لأنني أحب أن أغني أغنياته بنفس روايته وطريقته..
ـ أنت تريد أن تعيش في جلباب أبيك؟
(لا والله)، هناك فروقات كبيرة بيني وأحمد المصطفى، وأنا أستطيع أن أميز ما بيني وصوته في كثير من المواضع، ولا أعتقد بأنني أحاول أن أكرر وأعيد نفس تجربته وملامح صوته.
ـ هل قدم لك أي مساعدة في البدايات؟
أحمد المصطفى بغض النظر عن كونه فناناً كبيراً، فهو مواطن سوداني له سلوكيات معينة ومثله ومثل الآباء في ذلك الزمان لهم نظرتهم لأبنائهم.. والغناء في ذلك الزمان كان من الصعوبة بمكان لأي إنسان، لأن الأسر كانت لا تتقبل فكرة الغناء لأنه كان مرتبطاً عندهم “بالصياعة”.. ولكن أصحاب الموهبة العالية يمكن أن يقتحموا هذا المجال..
ـ هل كان أحمد المصطفى رافضاً لفكرة الغناء؟
لم يكن رافضاً، ولكن الذي اكتشفني هو أحمد المصطفى ذات نفسه، وكان وقتها عمري ثلاث سنوات من خلال حوار فني أجري معه في صحيفة الصباح الجديد، وكان الحوار متسلسلاً وكان حسين عثمان منصور في كل حلقة من الحوار ينشر صورة واحد من أبناء أحمد المصطفى ويسأله عن ميوله.. وحينما جاء دوري وسألوه عني قال إنه “بتاع غنا ومزيكة”، وهذه الجريدة موجودة حتى الآن وأنا حينما طالعتها اندهشت لتوقع الوالد لصبي في عمر الثلاث سنوات.. ولكن هو كان لا يريدني أن أنجرف وراء الغناء وأنا ما زلت طالباً هو يصر أن أتحصل على شهادتي الأكاديمية وأن أكون مؤهلاً.
ـ ولكن أحمد المصطفى له رأي سلبي في صوتك؟
أول مرة سمعني فيها كنت حينها طالباً في مصر حينما دعانا أحد الأشخاص لدعوة عشاء، وكان ذلك بحضور الوالد، وفي تلك الجلسة طلبوا مني أن أغني وهم يعرفون بأنني لا أغني أمامه، ولكن أنا رفضت رفضاً شديداً ولكن أحمد المصطفى سمح لي أن أغني.. ولكن حينما غنيت لم أتغن بأغنياته بل لإبراهيم عوض ومحمد ميرغني وبعدها غنيت أغنيته ” يا حبيبي أنا فرحان”.. وبعد أن توقفت عن الغناء سأل الحضور أحمد المصطفى عن رأيه في أبنه عز الدين.. فقال لهم صوته (كويس)، ولكن أنا أفضل أن يتغنى بأغنياته الخاصة حتى تظهر موهبته ومقدراته. وأنا حينما تفرغت للغناء كان مريضاً ولم يستمع لأغنياتي الخاصة.
ـ هل تحس بالغيرة من كل المجهودات التي قدمها والدك للغناء والموسيقى.. ولماذا لا تكون مجدداً وقائداً مثله وتكون لك أضافاتك الشخصية؟
أحمد المصطفى شخصية لا يمكن أن نطالها مطلقاً ليس لي بل لكل السودان، وهو صاحب مقام عالٍ ورفيع “ما بتلحق” في شخصيته أو سلوكه أو فنه.. وأنا أعجز أن أصل لربع المكانة التي وصلها أحمد المصطفى.
ـ أنت متهم بأنك ستغيّب غناء أحمد المصطفى من خلال منعك لترديده أو بثه في الأجهزة الإعلامية؟
لأن والدي مات ولا أريد له أن يموت للمرة الثانية.. لأن الخلود دائماً يأتي عن طريق الأغنية وليس الفنان هو الذي يخلد الأغنية.. وأنا إذا سمحت بترديد أغنياته للفنانين ستخلد أغنياته بأصوات آخرين غير أحمد المصطفى، لذلك أنا حريص على أن يكون والدنا خالداً..
ـ هذا يعني بأنك يجب أن لا تغني لأحمد المصطفى؟
أنا أغني غناء أحمد المصطفى لأستفيد منه بشكل أو بآخر ومن حقي أن أرثه مثلما للناس أن يرثوا الأراضي والسيارات.
ـ ولماذا منعت أحمد بركات من ترديد أغنيات أحمد المصطفى؟
منعته لأنه ليس من حقه أن يتغنى بها.. وأنا وأشقائي من حقنا أن نستفيد من أغنيات أحمد المصطفى.. وأحمد بركات ظل يتكسب من خلال ترديده لأغنيات أحمد المصطفى.
ـ ولكنه يغني جيداً لأحمد المصطفى؟
المهارة يا سيدي لا تبيح أن تنتزع حقوق الآخرين، وهل يمكن أن أقول لصاحب بقالة أخرج منها لأنني أجيد التجارة أفضل منك؟؟!!
ـ أنت منعت حتى الأجهزة الإعلامية؟
بالعكس.. مثلاً الأخ طارق جويلي طلب مني قبل سنوات أن يبث أغنية “أنا أمدرمان”، فقلت له بثها ولم أمنعه لأني منعت الآخرين من ترديد أغنياته، وليس الأجهزة الإعلامية الرسمية .. ولكن أنا منعت إذاعات “الإف إم”، وهي إذا أرادت بث اغنياته عليها أن تأتي للتفاوض معنا.. وأنا لم أمنع يا صديقي ولكنهم رفضوا الجلوس معنا لأنهم يريدون أن يبثوا الغناء مجاناً ونحن نريد أن نستفيد من الورثة التي تركها لنا.
ـ ماهي أغنياتك الجديدة؟
أنا لدي عشرون أغنية مثل (دنيانا.. قشة قشة.. باعوك رخيص.. طير الخلا.. وكت ترحل.. ليك بفتش.. أماني.. باعد باعد.. على وين)، وكلها من ألحاني وتغنيت فيها لشعراء معروفين ككامل عبد الماجد وأبوشورة وعبد السلام أبو العلا وسيد أحمد الحردلو والصادق الياس وبعض الشعراء الشباب.. وكل أغنياتي تفصح عن مقدراتي.. ولكن أنا لن أذهب للأجهزة الإعلامية وأجري خلفها.