تعتلي قمة الموضة وعارضات الأزياء.. أليك ويك.. سودانية سمراء تتألق في بلاد الفرنجة!!
تقرير: سراج الدين مصطفى
(1)
عالم الأزياء والموضة وأشهر تلك البيوتات العالمية تنشغل الآن بعارضة الأزياء السودانية (ليلي عوكل) التي اشتهرت بأسم (إليك ويك).. وهي الآن تعتلي قمة الموضة وعارضات الأزياء بفضل سحنتها الزنجية ولونها الأبنوسي الذي أدهش أشهر المصممين العالميين أمثال الكسندر ماكوين “و”جيل ساندر” و”هيلموت لانج”.. أليك ويك النخلة الفارعة هي الآن نموذج سوداني يعبر عن السودان ما قبل وبعد الانفصال، وهي استثمرت ذلك الحضور العالمي خصوصاً في أمريكا لتعلن أنها ضد كل شيء يجعل الحرب قائمة وتقف بقوة مع الاتفاق حتى تنتهي الحرب وتقف المناوشات.. فمن هي “أليك ويك”؟
(2)
يرجع مسقط رأس (اليك ويك) إلى الغابات السودانية, فهي من قبيلة “الدينكا ” في جنوب السودان, عاشت طفولة معذبة في حالة فقر وتشرد وبؤس… جاءت إلى بريطانيا من السودان وهي في الرابعة عشرة من العمر للالتحاق بأختها الأكبر (أجوك)هرباً من الحرب الأهلية.. كانت تتحدث اللغة العربية إلى جانب لغة قبيلة “الدينكا” ولم تكن تجيد الإنجليزية, ولكنها استطاعت تعلمها في وقت قياسي بفضل ما تتمتع به من نبوغ وذكاء خارق.
بعد المدرسة انضمت “اليك ويك ” إلى كلية لندن لدراسة الأزياء ولم تصدق نفسها حين عرضت عليها “فيونا اليس” المشاركة في إحدى عروض الأزياء عام 1996 فهي تعرف بأنها ليست خارقة الجمال وتفتقد مواصفات جسم العارضة, وكان الأمر بالنسبة لها أشبه بنكتة أو مزحة لكنها شاركت ونجحت.. ورغم نجاحها الباهر إلا أنها لم تزل تحتفظ بالتواضع الذي ميز شخصيتها، فهي تعزو كل هذا النجاح وهذه الشهرة إلى الحظ أولًا ثم غلى مزاج عالم الأزياء المهووس بالأشياء الغريبة.
(3)
وعن “اليك ويك” تقول مكتشفتها “فيونا اليس”: حين رأيتها أول مرة عرفت أنها قد تصعد إلى القمة وتصبح أسطورة في عالم الأزياء أو قد ينفر المصممون من استخدامها”. ولعل التوقيت الذي اختارته اليس لتقديم “اليك ويك” في عالم الأزياء كان مثالياً, فلقد أدركت أليس التي تعتبر أحد أهم مكتشفي العارضات في أوروبا اللمسة السحرية لهذه الفتاه السوداء.. فلقد كان المصممون يبحثون عن شيء جديد.. روح مختلفة.. جمال من نوع آخر في عالم الأزياء بعيداً عن الصورة التقليدية للعارضات الشبيهات بالدمية “باربي”مثل كلوديا شيفر أو أولئك من ذوات النكهة الأمريكية الصرفة.
(4)
“اليك ويك” التي لا تكاد تتجاوز العشرين من العمر ظهرت لتقدم هذا الشيء المختلف حد الغرابة والدهشة! فهذه الأبنوسة السوداء اللامعة التي تجمع بين القامة الممشوقة والجثة الضخمة أبعد ما تكون عن الصورة المكررة للفتاه الجميلة التي يتهافت عليها مصممو الأزياء أمثال “الكسندر ماكوين “و”جيل ساندر” و”هيلموت لانج ” باعتبارها أفضل من يعبر عن تفرد التصاميم وتميزها والمفارقة العجيبة أن جسم (ليلى عويكل) بعيد جداً عن المقاسات العالمية لعارضات الأزياء, فهي صاحبة طول فارع حتى لقبها البعض بالنخلة وجسم مكتنز ممتلئ ومرصوص بشكل ممشوق على العكس من”ناعومي كامبل” وغيرهن من عارضات الأزياء ذوات الخصر الشبيه بالدمية وقد كانت ليلى مثل الزهرة التي يحوم حولها النحل.. فحاصرها جمع غفير من المستثمرين في دور الأزياء.
(5)
ولمسايرة ركب الشهرة والنجومية كان لا بد من تحويل اسم “ليلى عويكل” إلى اسم آخر ذي وقع رنان فأصبح اسمها الجديد “اليك ويك “(ALEK WEK) . لقبوها بعدة ألقاب منها”النخلة”، “الحصان الأسود” و”الجوهرة السوداء” ألقاب كثيرة أحاطت بهذه الفتاه العملاقة التي اجتذبت كاميرات التصوير التي تسابقت في التقاط الصور لها في أوضاع وأشكال مختلفة حتى احتلت صورتها أغلفة أشهر مجلات الأزياء العالمية.