شاكر رابح يكتب.. دقلو يضع النقاط على الحروف
بذل الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع جهوداً جبارة في معالجة الصراع ونزع فتيل الأزمة بين العرب البدو والمساليت بغرب دارفور، ووضع حداً فاصلاً ودائماً للصراع الذي وقع بين الطرفين في شهر يناير الماضي ونتج عنه إزهاق أرواح ونزوح آلاف من المواطنين إلى دولة تشاد والولايات الحدودية لولاية غرب دارفور.
هذه المواجهات المؤسفة اندلعت عقب توقيع اتفاقية السلام التي وقعت بجوبا عاصمة ولاية جنوب السودان وكنا نأمل أن تضع هذه الاتفاقية حداً للحرب في إقليم دارفور.
نجاح دقلو في إقناع الطرفين رغم الخسائر المادية والبشرية في توقيع وثيقة وقف العدائيات، ما كان لينجح لولا ثقة كافة الأطراف في مقدرته على المعالجة المرضية دون انحياز إلى أي طرف من الأطراف المتصارعة، الفريق دقلو لم يتدخل في معالجة هذه المشكلة بسطحية إنما كان حريصاً على مناقشة جذور المشكل ووضع المعالجة الدائمة كما وردت في بنود وثيقة وقف العدائيات، هذه المرة وضع الفريق دقلو النقاط على الحروف، وقد قسمت الوثيقة المهام والواجبات بشكل واضح حيث كلفت الإدارة الأهلية بمهام محددة، وكذلك القوات النظامية الرسمية، والإدارة المدنية بالولاية.
تصريحات دقلو التي دعا فيها إلى ضرورة محاسبة الجناة والمجرمين وتقديمهم للعدالة وفق محاكمات عاجلة، كذلك وجه بضرورة إرسال ومواصلة الدعم الإنساني للمواطنين الذين تأثروا بهذه الأحداث يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن مؤسسة الدعم السريع ليست موسسة عسكرية قتالية فقط إنما مؤسسة متكاملة لعبت أدواراً إدارية وإنسانية ومجتمعية، وقد تميزت هذه القوات من غيرها بسرعة التدخل ولعب أدواراً لوجستية وإنسانية وتأمين للمواطنين وحماية للمرافق الحيوية والخدمية في كافة ولايات السودان.
جدير بالذكر أن الاحتكاكات والصراعات والانتهاكات بين القبائل الفينة والأخرى بسبب وجود السلاح في أيدي المواطنين بجميع أنحاء السودان وخاصة في ولايات دارفور وكذلك الصراع حول الموارد المياه والأرض بين الرعاة والمزارعين.
بالضرورة هنا أن نشير إلى تصريح أبرز قيادات الفولاني الشيخ عكاشة الذي دعا المجتمعات المتصارعة في دارفور إلی نبذ العنف والاقتتال واتباع سياسة الحوار والقانون في حل النزاعات، خلال تصريحاته لـ(الصيحة) أن دارفور تمر بمرحلة دقيقة ومُعقّدة، وأن معالجة التحديات تحتاج إلی حكمة وصبر ومواقف حازمة ضد المتفلتين وتجار الحروب والأزمات، وصولاً إلی تطلعات شعب دارفور المشروعة في الأمن والسلام والاستقرار، هذا وقد أشاد الشيخ عكاشة (بدور قوات الدعم السريع في الوساطة وحل النزاعات بين القبائل ونشر مبادئ التسامح والحوار، مباركاً اتفاق الجنينة بين المجموعات العربية والمساليت، وامتدح دور قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو في صناعة اتفاق الجنينة وتهيئة بيئة التصالح ودعم المتضررين من النزاعات والحفاظ علی مؤسسات الدولة) ونجد أن عكاشة أكد حرص الفولاني علی استدامة السلام وترسيخ الاستقرار ومنع عودة النزاعات والحفاظ علی البلاد ووحدة مجتمعاتها وإنجاح عمليات المصالحات وفعاليتها واستمرارها وضمان تحقيق المُصالحة وعدم الإفلات من العقاب).
على الدولة أن تحرص على مناقشة جذور الأزمة والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وحث المكونات الاجتماعية في الإقليم على التعايش السلمي وقبول الآخر كما بالضرورة فرض هيبة الدولة والقانون.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل