أمل أبو القاسم تكتب.. ان رامت الحكومة نجاحاً فلتتصالح مع الإعلام
أول ذي بدء، نهنئ السادة الجدد من الوزراء والمسؤولين ومن سيلحق بهم في ركب السيادي والولاية، والبرلمان، والتشريعي. ونتمنى بحق أن يكونوا على قدر المسؤولية العظيمة والتحدي الكبير في مواجهة نكبات البلاد على كافة الصُّعد، والأهم من كل ذلك أن يتورّعوا ويتفادوا ويستفيدوا من (جلطات) من سبقوهم وخروج بعضهم صفر اليدين من وزارته أو مؤسسته – وأعني دونما أن يقدم عملاً ملموساً – أو ربما قدم ولو قليلاً، لكنه لم ير النور، وما ذلك إلا لتقوقع بعضهم وانكفائه على حدود ونطاق من حوله دون إشراك الرأي العام فيه وهذا مربط فرسي اليوم.
سقت هذه التقدمة للإشارة ولفت الانتباه والمناصحة بضرورة إشراك الإعلام الذي ناصبته الحكومة جمعاء العداء دون وجه حق. صحيح أن هنالك تصريحات كثيرة ملء السمع والشوف، لكنها ليست بالمستوى المطلوب وجلها من قادة أحزاب ومؤسسات وبعض الوزراء، جانب بعضها الصواب، فيما جاءت أخرى مفرطة في الخصومة.
ما أعنيه تحديداً هو بُعد مؤسسات الدولة من الدرجة الأولى من الإعلام وعدم إشراكه في كل ما يحدث بأضابير الوزارات سواء أكانت إشراقات أو إخفاقات، ودونكم مثلاً وزارة العمل والرعاية الاجتماعية، فمنذ أن تولت السيدة “لينا الشيخ” أمرها، لم نسمع لها صوتاً ولم ندرِ ماذا فعلت وماذا تركت وماذا تفعل أساساً في وزارة مترامية الأطراف، كثيرة المهام، وكذا زميلتها “ولاء البوشي”، ووزير الثروة الحيوانية (هو اسمو منو ذاتو؟).
فلو أشرك هؤلاء، الإعلام عبر مؤتمرات صحفية قالوا فيها ما بجعبتهم ربما حسّن ذلك وجمّل من صورتهم، على الأقل سنقول إنهم يفعلون كذا ولديهم خطط لكذا، لكن المؤسف أنهم ومنذ أن وطئت أقدامهم الوزارات وإلى أن بارحوها لم نسمع لهم صوتاً فيما يليهم، دعكم من الإعلام فهم.. أو ربما.. لم يجتمعوا حتى بذوي الصلة بالوزارارت للدفع بأعمال وزاراتهم.
ليس ذلك فحسب، بل إن مبتدأ العداء مع الإعلام كرِّس له رأسا الدولة (السيادي والجهاز التنفيذي)، فالأول يؤثر أن يتحدث ويصرح لقنوات وصحف أجنبية على الإعلام الداخلي الذي يجد نفسه مُضطراً للم فتات تلكم الأجنبية. أما رئيس الوزراء وعندما خطر له إشراك الإعلام وقادة العمل الصحفي بالبلاد للمشورة، انتقى مجموعة بعينها من منطلق أن البقية محسوبة على النظام السابق – أو كما صوّرت له البطانة حوله – رغم أنّ الإعلام تحديداً ينبغي أن لا يُسيّس، فرسالته سامية ومنزهة وحيادية، كونها تُخاطب الرأي العام بمختلف توجهاته، بل هو رسالة وطنية في المقام الأول.
والمؤسف أن هذا بعضٌ من ديدن النظام السابق الذي اصطفى مجموعة بعينها كذلك لتكون حاضرة في كل فعالياته وحرمان آخرين. لكن ومع ذلك فهو لم يُوجِّه باستضافة هذا ومنع ذاك في وسائل الإعلام، سيما المرئي مثلما يحدث الآن، بأن صدرت توجيهات لبعض القنوات بمنع أسماء بعينها من دخول أستديوهاتها.
كذلك ورغم الرقابة القبلية التي ظلّ يفرضها على الصحف ومحاسبة جهاز أمنه لبعض مسؤولي البرامج وإيقاف بعضها، فضلاً عن مُحاربة بعض الكُتّاب ومُلاحقتهم قضائياً واعتقالهم، إلا أنه وللحق كان يستبين النصح ويتفاعل مع ما يُكتب، بينما سادة اليوم يصمون آذانهم وكأن قولهم فصل منزل.
السادة الحكومة الجديدة ان “رُمتٍ” فعلاً النجاح “فتصالحي” مع الإعلام وإشراكه في برامجك وأطروحاتك وابعديه من التصنيف بأن هذا كوز وتلكم وسيلة كيزان، فأنتم لم تبقوا فيهم شيئاً، وان تعدى عليكم إعلامي أو زور ما قلتم فبينكم وبينه القضاء، أما حرية الرأي، فأعتقد أنها مكفولة بحكم الديمقراطية وبحكم شعار الثورة (حرية.. سلام وعدالة).