وتعبت (ولكن) هذه..
تعبت معي… وتعبت أنا معها… وتعب القراء منا الإثنين..
أو كما تغنى أحمد المصطفى – من كلمات عبد المعنم عبد الحي – (ولكن هذي لم لا تدعني)..
فيوم الأول من أمس كتبنا خاطرة تحت (ولكن) هذه نقول فيها:
نعم للحرية؛ ومبدأ الحرية لنا ولسوانا لا نكيل فيه بمكيالين؛ ولا نتعاطاه بازدواجية معايير..
وغداً – إن شاء الله – نشرح تحت العنوان ذاته..
وجاء الغد؛ وجاءت معه (ولكن) أخرى من رحم الأولى؛ فأضفنا للخاطرة أختاً تقول:
تقول تحت عنوان (مع جيشنا)..
إثيوبيا عبرت أمس..
عبرت ببعض قواتها إلى داخل حدودنا الشرقية..
ونحن لم نعبر بعد العبور الذي وعدنا به حمدوك؛ ولكن ليس هذا بموضوعنا اليوم..
بل إنّ موضوعنا من المُفترض أن يكون بعنوان (ولكن) هذه اليوم..
وهو عن الاعتقالات الجارية – بشدة – هذه الأيام..
و(لكن) ثمة تطوُّرات حدثت – ليلاً – بخُصُوص ما كنت أشرت إليه عن خيارات مبذولة..
خيارات المُفاضلة بين الأحسن؛ في زمان عصيب… وصعيب..
ومن ثَمّ فقد رأينا تأجيلها إلى حين..
المُهم – الآن – أن الأحباش عبروا… وبصدد شَن هُجومٍ مُضادٍ – وواسعٍ – على جيشنا..
ونحن – في هذا الصدد – نقف مع جيشنا بكلِّ قُوةٍ..
نقف معه دون دعايات رخيصة… وبروبغندا مُبتذلة… واستعراض صبياني بأزيائه الكاكية..
ودون – أيضاً – أغراض سياسية تستهدف الثورة..
و(لكنا) لسنا مع الجيش – أبداً – حين يقحم نفسه في الشأن السياسي عبر انقلابات عسكرية..
أو عبر مُحاولة سرقة الثورات الشعبية..
ثُمّ امتطاء ظهرها – إلى القصر – عوضاً عن ظهور الدبابات؛ توجهاً نحو الإذاعة فجراً..
فلينصر الله جيشنا في معركته الحاسمة… المُرتقبة..
ونحن معه !!..
وانتهت – بذا – الخاطرة الثانية على صفحتنا بفيسبوك… ونشرح مُلابسات (ولكن) هذه..
ففي المرة الأولى قصدنا بها أنّنا مع الحريات؛ نعم..
ومع ألا يُعتقل أيِّ شخص – وإن كان عدوّاً للثورة – جرّاء تعبيره عن رأيٍ مهما يكن قاسياً..
و(لكن) شريطة ألا يكون رأياً تحريضياً..
ففي هذه الحالة يتحوّل الرأي من خانة حُرية التعبير…… إلى خانة جريمة التقويض..
وفي أذهاننا – وذهن تاريخنا – تجربة ديمقراطيتنا الثانية..
والتي اعترف رئيس وزرائها – الراحل – بأنّ الصحافة لعبت دوراً كبيراً في إجهاضها..
ويقصد صحافة الإسلاميين؛ وعلى رأسها الراية… وألوان..
وفي كلمة سابقة لنا تحدّثنا عن ضرورة أن تكون لتجاربنا الديمقراطية الوليدة نُيُوبٌ ومَخالبَ..
ونضطر إلى إرجاء شرح (ولكن) الثانية إلى الغد… بإذن الله..
فقد كُنّا نود الفراغ من قضيتي الرأي – والخيارات – اليوم جمعاً بين الـ(لكنين)… ثُمّ الوداع..
ولكــــن !!.