سراج الدين مصطفى يكتب.. على طريقة الرسم بالكلمات
برنامج صنائع الشر:
بتقديري الخاص أن التلفزيون القومي يتجه الآن الاتجاهات السليمة من حيث الشكل والمحتوى البرامجي الذي أصبح جاذباً، وفيه الكثير من الإقناع والجهد المبذول، وذلك يتضح جلياً في برنامج (صنائع الشر) الذي يتخصص في كشف فساد عهد الإنقاذ الأسود، وهو برنامج استقصائي من المقام الرفيع ويتضح تماماً أن هناك تخطيطاً فكرياً وعصفاً ذهنياً يسبق كل حلقة من هذا البرنامج المثير والمدهش في آن واحد، وما جعل البرنامج واقعياً وليس مهموماً في دنيا الخيال القدر الكبير من المعلومات التي يكشف عنها من خلال البحث المضني والمعتمق في ملفات فساد عهد الإنقاذ.
المذيع التجاني خضر:
من أسباب نجاح برنامج صنائع الشر، هو المذيع الثوري التجاني خضر، وهو بتقديري يقدم نموذجاً برامجياً يحتذى، لأنه يعتمد على التقصي والبحث عن المعلومة، وهو بحث مضنٍ وشاق ومتعب، لأن كل المعلومات التي يبحث عنها تم طمسها تماماً من مجارمة العهد المباد، ولكن التجاني خضر وفريق البرنامج ناجحون حتى الآن في تقديم برنامج يخدم خط الثورة وأهدافها بكشف الفساد والمفسدين، ومن المفترض أن يتم بث هذا البرنامج في وقت واحد وفي كل القنوات السودانية حتى يتابع الجميع حجم الفساد الذي حدث في زمن (المتأسلمين) والقتلة والمجرمين.
محمد ناجي الأصم:
لا أملُّ من تكرار أنني أضع تقديراً خاصاً للدكتور محمد ناجي الأصم، ويعود تقديري له بأنه غير متهافت كغيره على المناصب، رغم أنه كان واحداً من الذين قادوا الثورة، ودخل معتقلات جهاز الأمن، ولكنه تسامى وترفّع عند المغنم، بينما رفقاؤه أمثال مدني عباس مدني وخالد سلك وغيرهم، تهافتوا على المناصب وسعوا خلفها، بينما التزم دكتور الأصم بالتفرغ لمهنة الطب التي يمتهنها الآن في نموذج للتجرد ونكران الذات، وهذا الشاب المحترم لو ترشح في الانتخابات سيفوز باكتساح لأنه نموذج أخلاقي نادر.
يوسف آدم الضي:
الدكتور يوسف آدم الضي الذي ينتمي لحزب البعث الأصل، تم تدويره من وزارة لوزارة أخرى.. حيث كان يشغل وزير ديوان الحكم الاتحادي وتم تنصيبه في التشكيل الوزاري الأخير كوزير للشباب والرياضة، ولا نعلم شيئاً عن خلفية الرجل الرياضية، ولم نسمع له بنشاط في مجال الشباب، ولكن هو في تجربة جديدة صعبة خصوصاً فيما يتعلق بملف المدينة الرياضية الذي فتحته الوزيرة السابقة ولاء البوشي بكل شجاعة، ونتمنى أن يمضي في ذات الدرب حتى يتم كشف كامل الفساد في المدينة الرياضية.
عمر إحساس:
تجدني كثيراً ما أتوقف عند تجربة الفنان الكبير عمر إحساس ولونيته الغنائية المغايرة والمختلفة عن حال المطروح من التجارب الغنائية، فهو قدم نفسه كنموذج لأغنية الغرب الأقصى، وعبّر عنها بطريقة مثالية وجديدة ومواكبة، فهو كذلك يعد من المبدعين الداعين للسلام، وقدم نماذج غنائية كثيرة تميزت بالرصانة والتجديد والانحياز لقضايا الإنسان في غربنا الحبيب، وبتقديري هو فنان متجاوز للأطر العادية للفنان، فهو صاحب قضية ظل يعبر عنها منذ ظهوره الأول وحتى الآن.
محمد الأمين:
على المستوى الشخصي توقفت كثيراً عند تجربة الموسيقار محمد الأمين، فهي تستحق التمعن والقراءة بهدوء بعيداً عن الانفعالية والإعجاب الأعمى الذي يجعل الرؤية أحياناً وكأنها من خلف زجاج مبتل.. ومن المؤكد أن لهذا المبدع الخلاق أدواراً عظيمة في الغناء والموسيقى في السودان بتأثير واضح وبائن في مجمل التجربة الغنائية المحلية، وهو في ذلك المنحى الإبداعي لديه تفكيراته الخاصة في النظرة التجديدية الشاملة والعميقة للعمل الفني الذي تتكاثر وتنمو تفاصيله الداخلية التي تتجمع في النهاية لتكون العمل الموسيقي ذا الرؤية المعاصرة.