سراج الدين مصطفى يكتب.. على طريقة الرسم بالكلمات.. نتيجة التهاون:
ما يحدث الآن من تفلتات في بعض المدن السودانية وما نشاهده ونعايشه من حملات منظمة للتخريب للمؤسسات العامة، كل ذلك نتاج طبيعي للتهاون أمام تصرفات فلول النظام السابق الذين تركوا لهم المساحة والزمن لتنظيم صفوفهم ثم التفكير بهدوء في كيفية هدم البلد مجدداً بعد مفارقتهم للسلطة، ما يحدث الآن مسؤول منه بطريقة مباشرة هو المكون العسكري الذي من المفترض أن يبسط هيبة الدولة ويحافظ على الأمن، والفريق الكباشي قال من قبل أن الأمن مسؤوليتهم المباشرة ولأنه تخصصهم، فمن الواجب أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه والتصدي للعهد المباد بكل قوة.
محمد الفكي سليمان:
تجدني معجباً بشخصية الأستاذ محمد الفكي سليمان عضو المجلس السيادي، فهو أول شاب ينضح بالحيوية والنشاط وله رغبة كبيرة في خدمة البلد وتصريحاته دائماً فيها قدر كبير من الثورية وليس الانفعالية، وحالياً هو الأنسب لرئاسة لجنة تفكيك التمكين وإزالة نظام الثلاثين من يونيو من الوجود، وهو بتقديري يملك الشخصية اللازمة التي تؤهله أن يقود أقوى الملفات كما أنه من الممكن جداً أن يكون حامياً وحارساً للجنة من الهجوم الذي يشن عليها بغرض شيطنتها ثم تفكيكها هي نفسها.
المريخ والأهلي المصري:
تابعت مباريات كأس العالم للأندية التي تقام حالياً بدولة قطر، واهتمامي بمتابعة مباريات تلك البطولة كان للتوقف في فريق الأهلي المصري الذي سوف يواجه المريخ في دوري المجموعات لبطولة أبطال أندية أفريقيا، وصراحة فريق القرن المصري يمتلك فريقاً ممتازاً وعلى درجة عالية من الجاهزية.. كما أنه فريق متماسك يضم لاعبين كباراً وتشكيلة تمتاز بالانسجام، فهو رغم أنه انهزم من باير ميونيخ، ولكنه قاسمه الندية في معظم لحظات المباراة، ومع نتائج المريخ الأخيرة ومستواه المتذبذب (دخلتني خوفة).. ولكن رغم ذلك ثقتي كبيرة في نجوم المريخ والشباب والواعدين أمثال الجزولي نوح وعزام وبقية التوليفة.
المسلمي الكباشي:
مما لا شك فيه أن قناة الجزيرة القطرية هي نموذج للقناة الناجحة، وهي ذات تأثير كبير على مجريات الأحداث وحتى صناعتها، وذلك لا يخلو من بعض الأجندة التي تبدو أحياناً مكشوفة وواضحة، وربما هي جزء من الرؤية الكلية لدولة قطر حتى إن البعض أطلق عليها (جزيرة القناة) بديلاً عن (قناة الجزيرة).. ولعلها في نشاطها الإخباري في السودان لا تخلو من تلك الأجندة التي تنفذها عبر مكتبها بالسودان الذي يديره الدكتور المسلمي الكباشي، ومن يتابع من تستضيفهم يجد معظم تصريحاتهم سالبة جداً عن الثورة، وذلك ما يجعلنا نشكك في نوايا هذه القناة.
فيصل محمد صالح:
أخيراً غادر الأستاذ فيصل محمد صالح مقعد الوزارة بعد أن جاء محمولاً عليها على أكتاف الثورة، قبل الرجل بالمنصب من باب رغبته في تغيير الواقع الإعلامي والثقافي الذي تم تشويهه إبان حكم حكومة المؤتمر الوطني، حاول فيصل أن يركز على التغيير الإستراتيجي والبناء المستقبلي وتناسى تماماً النشاطات الثقافية ودعمها مع أنه ظل يصرح بأن النشاطات الثقافية ليست من اختصاصه، وهذا تفكير معيب بالطبع، ولكن في العموم كانت تجربة الأستاذ فيصل متأرجحة من حيث القبول ولم تجد الرضا الكامل، وذلك هو حال الجهد البشري لا ينال الرضا مطلقاً، وهي سانحة لنؤكد بأننا نحتاج لفيصل الصحفي في الوقت الراهن ويكتب بذات حماسة الثورة.
د. آمنة الفكي:
الدكتورة آمنة الفكي والي ولاية نهر النيل، لعلها من أفضل الولاة الذين تم تعيينهم، التزمت بالخط الثوري تماماً وأنجزت ما يليها في ضرب أوكار الفساد في النظام المباد، ورغم تكالب البعض عليها، لكن ظلت صامدة وقوية ولم تهزها الأعاصير أو تجعلها تنحني، ولعل نموذج دكتورة آمنة الفكي مطلوب تماماً في الوقت الراهن وأتمنى التمديد لها في حكم الولاية حتى تواصل ما بدأته من إنفاذ متطلبات الثورة رغم أن إعادة تعيينها سيواجه بحملة كبيرة من الفلول والخائفين على مصالحهم وأذنابهم، والدكتور حمدوك من المفترض أن يقف بجانبها لأنه لم تخذله أبداً.