وثّق له: سراج الدين مصطفى
مثّلت أغنية (مساء الخير يا الأمير)، علامة فارقة في تجربة عبد العزيز محمد داؤد، ومن أكثر أغنياته اشتهاراً وقبولاً، وذلك نسبة لمفردتها المحتشدة بالموسيقى والإيقاع مع أنها انتجت في زمن كانت تسود فيه أغنية الحقيبة، ولكن هذه الأغنية تجاوزت الإطار التقليدي للقوالب اللحنية للحقيبة، كما أن أدائية عبد العزيز داؤد الرفيعة ارتقت بالأغنية بعيداً وجعلتها واحدة من عيون الغناء السوداني، وهي عبرت تماماً عن قدرات شاعرها وملحنها الأستاذ الشاعر علي إبراهيم خليل.
(3)
مما يجدر ذكره، أن الأستاذ الشاعر والملحن علي إبراهيم خليل (الشهير بعلي بمبة)، ولد بمدينة المتمة في مارس 1933م، التحق بالخلوة ثم المدرسة الأولية، ثم عمل بعد ذلك معلماً بعدما أكمل تعليمه بمدرسة المتمة الأولية ثم العالياب، ثم حوش بانقا، ثم التحق بالإذاعة السودانية في ستينيات القرن الماضي، حيث جمعته صداقة مع اللواء طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل في عهد عبود، وتعرف عليه من خلال لعبة التنس بالقيادة الشمالية بشندي، وكانت السبب في التحاقه بالإذاعة، حيث كان ذا ميول أدبية وثقافية من حيث كتابة الشعر والمسرح والمنلوجات التي كانت تعالج الكثير من قضايا ذلك الزمان في شكل شعر فكاهي.
(4)
وبحسب رواية ابنه عادل (عمل والدنا بالإذاعة وشارك في إعداد وتقديم الكثير من البرامج من ضمنها (من القصص العالمية لعثمان أحمد حسن وهو برنامج درامي مسودن، يعالج الكثير من القضايا، وأيضاً برامج الأسرة، وكان يعد ويشارك في برنامج “ده غلط” مع متوكل كمال، والعديد من البرامج الأخرى، وتلك الفترة كانت من أخصب فتراته إنتاجاً في الشعر والثقافة والأدب. فالتحاقه بالجيش كان السبب المباشر لمعرفته باللواء طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل آنذاك، وأيضاً السبب لالتحاقه بالإذاعة السودانية عام 1960 والتي ظل يعمل بها حتى 1965 في عهد مراقبها العام آنذاك الصاغ التاج حمد، وزامل العديد من الإذاعيين: عبد الرحمن أحمد- محمد البصيرى- عبد الرحمن الياس- حسن القاسم- علي حسب الدائم (الشقيق الأكبر للفنان إسماعيل حسب الدائم).
(5)
كتب الشاعر والملحن علي إبراهيم خليل الكثير من الأغاني لعدد من الفنانين وتغنى له اللحو بنشيد الجندي الهمام والجابري (بالجنة)، وصلاح بن البادية (آمنة):
يا الإخوان حليل ناس آمنة
الفي الحشاشات كامنة