علاج فعّال وغني بالبروتينات.. الجراد.. حمام الصحراء
الخرطوم: أمير آدم حسن
عندما يتخذ الغذاء مدخلاً للتداوي، فإنه يتقاسم الأدوار مع بعض العقاقير، والتي بدورها تتنحي جانباً لأسباب كثيرة، منها الاقتصادي ومنها المعتقدي، لذا فإن ثقافة تناول الجراد تطل برأسها في هذا الأمر بشكل جلي وواضح. حيث يحدثنا الأستاذ محيي الدين حامد المهتم بتوثيق الثقافات المحلية حول هذا الأمر قائلاً: يعتبر الجراد من الأكلات المُفضّلة لدى العديد من شعوب العالم، فهو طبق رئيسي في الكثير من دول جنوب شرق آسيا، إلى جانب وجوده في المائدة الأفريقية لدى العديد من دول غرب أفريقيا مثل مالي والنيجر ونيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية المجاورة لنا وذات الثقافات المتشابهة، كما أن له حضوراً واضحاً عند إخوتنا في دولة اليمن، وهو ليس حصرياً علينا في السودان كما يعتقد البعض، وأحسب أن المدخل لتناول الجراد يأخذ شكل المُعتقد طبياً أكثر منه غذائياً، حيث يرى العديد من الناس أنها يشفي جملة من الأمراض، على رأسها السكري والضغط وآلام المفاصل، والجراد معروفٌ بأنه غني جداً بالبروتينات، ويستمد صيته الطبي من قائمة طعامه التي تعتمد تماماً على الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية، ويختصر تناوله على مجموعات سكانية بعينها ويُوجد بكثرة في أسواق جنوب الحزام وسوق ستة بالحاج يوسف وحتى ميدان جاكسون وسوق ليبيا وبعض الأسواق الطرفية، وأيضاً في أقاليم السودان العديدة تجد الجراد متناولاً أساسياً ويومياً.
والجراد أنواع، منه الصحراوي والأفريقي المهاجر، ومنه البُني والأحمر، وفي السابق كان يُباع بالملوة، أما الآن فيمكن أن تجده يقدّم في شكل ساندوتشات أو معبأ في أوراق الصحف وأكياس النايلون مع بعض الإضافات والتحسينات مثل السَّلطة والشطة والبصل، وظهوره في أسواق الخرطوم هو نتاج طبيعي لهجرات الناس من الريف إلى المدن حاملين معهم ثقافاتهم الغذائية.