الحوش الوسيع: مجاهد نصار
(1)
أوجدت الفنانة سمية عبد اللطيف لنفسها مكاناً في وجدان كل السودانيين من خلال الأعمال الخالدة التي شاركت فيها عبر المسرح والتلفزيون والإذاعة، واستطاعت أن تميز أداورها والشخصيات التي تجسدها في الأعمال الدرامية المختلفة بالبساطة والتلقائية، فأضحت محبوبة عند الجميع بفضل ملامستها لحياة وواقع الناس.
(2)
حصلت الفنانة سمية عبد اللطيف على بكالوريوس الدراما من معهد الموسيقى والمسرح (كلية الموسيقى والمسرح الآن) تتويجاً لشغفها وحبها لهذا الإبداع – لكن رغبتها في التعلم والبحث في عوالم أخرى لم تقتصر على الدراما فحسب، فنالت دبلوماً في الإعلام من جامعة الخرطوم – وواصلت دراستها وسعيها لصقل الموهبة بالعلم، وشاركت في العديد من الكورسات المتخصصة في مجال الدراما ومنها كورس خاص بمسرح العرائس.
(3)
امتد عطاء الفنانة سمية عبد اللطيف للإذاعة والتلفزيون، ولم يقتصر على المسرح فحسب، وقدمت وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية رفقة جمال حسن سعيد وغيره من نجوم الدراما السودانية.. وعلى مستوى المسرح شكلت الفنانة سمية عبد اللطيف حضوراً زاهياً منذ مسرحية جوابات فرح التي أخرجها الأستاذ صلاح تركاب، ومن تأليف يوسف خليل وحتى عنبر المجنونات التي حققت من خلالها نجاحاً لافتاً، وهي من المسرحيات الخالدة من تأليف وإخراج الفنان المبدع الراحل عماد الدين إبراهيم.
(4)
وخلال مشوارها الطويل، عملت الفنانة سمية عبد اللطيف مع كبار المخرجين والمؤلفين الذين وضعوا بصمة في تاريخ المسرح السوداني، فعلى مستوى الإخراج عملت مع الفنان الراحل يحيى الحاج في مسرحية البيت القديم – واجتمعت مع البروفيسور سعد يوسف في مسرحية كلنا آدم، ومسرحية طار في حي المطار، وهي إحدى الأعمال المسرحية البديعة من تأليف الدكتور الراحل عزالدين هلالي، بالإضافة إلى الأستاذ عثمان أحمد حمد في مسرحية مدير ليوم واحد.
(5)
كما شاركت في عدد من المسرحيات الأخرى، أبرزها (فويسك – أولاد مجذوب – مسرحية يا نحن يا هم من إخراج الشاعر والمخرج قاسم أبوزيد – تاجوج – أنتجون)، ومن أبرز الأعمال الجميلة والمسرحيات الرائعة التي لعبت فيها دوراً بارزاً برلمان النساء التي أخرجها الراحل عماد الدين إبراهيم وهي من تأليف الأستاذ الشاعر والصحفي الراحل سعد الدين إبراهيم.
(6)
حملت الفنانة سمية عبد اللطيف لواء السودان ومثلته في الكثير من المهرجانات والفعاليات العربية، مثل مهرجان الأردن. عطاء سمية عبد اللطيف ممتد ومتواصل ويصعب حصر المحطات الإبداعية التي أضاءت بها سماء الإبداع السوداني حاملة لواء التنوير ومبشرة بالتغيير عبر المسرح والدراما مؤكدة أن حواء السودان كانت ولا زالت وستظل قادرة على الإبداع وتقديم كل ما هو جميل.