شهدت بعض مدن البلاد مظاهرات وعمليات احتجاجية نتيجة للضائقة المعيشية والارتفاع الحاد في الأسعار والندرة المشهودة في السلع الاستراتيجية واحتجاجات أخری بدعاوی غياب العدالة وأخذ القانون باليد، وكذلك استغلال فلول النظام البائد للأحداث للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم عبر واجهات القبائل بخلق الفوضی الخلاقة Creative chaos لتحقيق أجندتهم السياسية بيد أن الشعب عرفهم وكشف هويتهم وهم يعتقدون أن الفوضی سوف تعيدهم للسلطة مجدداً وهم يطبقون الآن نظرية صمويل هنتنجتون فجوة الاستقرار، وصولاً إلی الإحباط وزعزعة الاستقرار السياسي، وأن تفتقد المؤسسات القدرة والفاعلية وهو ما نشاهده الآن بعجز الجهات عن حماية المؤسسات العامة التي تعرضت للتخريبDestruction . وكذلك بروز الغبن والتعبئة ضد بعض المكونات بأنها استأثرت بكيكة سلطة دارفور والتي حتماً ستؤدي إلی الاضطرابات والحروب، فحكومة حمدوك عليها التعامل مع استراتيجيات الفوضی والاحتواء المزدوج، وبرأيي أن الذي يجري في الولايات البعيدة من تخريب للمنشآت العامة وحرق لمكاتب الدولة وممتلكات الشعب عمل تخريبي ممنهج ومخطط والسلطات تقف موقف المتفرج. ألم تشاهدوا كيف قامت “إف بي أي: في أمريكا بالقبض علی الذين هاجموا مبنی البرلمان في أمريكا واحداً بعد الآخر فقط عبر صور الكاميرات أين شرطة المباحث وأين جهاز الأمن ولجان المقاومة من الذي يحدث في مدن السودان كما علی الثوار التحلي بأخلاق الثورة وعدم نهب الممتلكات الخاصة والعامة والتعدي علی حقوق الغير ويمكن التذكير بقول أمير شعراء العرب أحمد شوقي الذي درسناه في المراحل التعليمية الدنيا
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فنحن الآن بحاجة ماسة للأخلاق الثورية والوطنية لمنع الانفلات والغياب الأمنی والفوضی، فثورتنا التي قامت ضد الظلم والفساد والاستبداد مطلوب منها تبني أخلاق جديدة، وتعلم الشعب معنی الحرية والعدل والديمقراطية والسلام، وليعلم الذين يخرجون أن الحرية ليس معناها العنف والفوضی والتخريب والسرقات، وعلی وزير الداخلية الجديد أن يكرب قاشو ويفعّل القانون.