وهادم اللذات يغيِّب أخاً وحبيباً وشيخ عرب وضو قبيلة الصديق العزيز (عباس الأمين عبد السلام) غاب ذاك الحبيب قبل شهر من اليوم ولم تغب الابتسامة والبشاشة والترحاب وعفو الخاطر والسماحة ونبل السجايا والملامح الوضيئة.. والله يا عباس (أبو الأمين) ما غابت ملامحك لحظة.. لا الجرح اتنَسى و(حرن القلم) أن يبكيك ويرثيك متيقناً أن نواح العمر كله لا يضمخ جرح فقدك.. فنحن بالرثاء أجدر في دنيا تقتلنا كل يوم.. وبأثر فقدك شعرنا لأنه مصاب فادح وفقد جلل ولا نزكي على الله أحدا ولا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).
عباس كان كالنهر.. كالزهر.. صباح العيد.. يلقاك هاشاً باشاً مبتسماً تلك الابتسامة ذات الدلالات العميقة المضامين.. لم أره يوماً متذمراً أو (صاري وشو)، بل كانت الابتسامة عنوانه وبيانه.. لله دره.
شيّعناه إلى مثواه الأخير تشييعاً يليق بحياته ومماته، فهو أكرمنا وأعزنا وأفضلنا وقد تلقّفته يد المنون إثر هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى الغياب المُر الفاجع.. ونشهد أنه قد أدى الأمانة نحو كل الناس ورعى أسرته بكل الحنو العظيم حتى شبت ذريته الصالحة بإذن الله (تملا العين) وأرملة وشريكة مشوار الرهق والعنت وكل جميل (بنت عمنا ذو النون) ذائع الصيت الإنساني والمهني.. حبيب الكل الزعيم عمنا (أحمد ذو النون) ترعى الذرية الآن وتكمل مشوار العطاء اللافت الأخّاذ بكل العنفوان.
لهفي على (العباس) وهو يغادر حفياً خفيفاً عند الفجرية، مُخلِّفاً شهيق الحسرة والحُزن المقيم.. لهفي على حُسن الجوار في الدويم (الحي التامن) وفي أم درمان (مدينة المهندسين) وكان ملاكاً حُسن جواره، وطابت عُشرته وتزيّنت حياته بكل القيم الرفيعة جوداً وكرماً ونبلاً وحياءً.. فلله دره.
لهفي على مكارم الأخلاق عند (العباس) ونبل المشاعر وتفقد الأهل والمعارف والجيران والحنو العظيم المنسكب تجاه الأسرة والعائلة والأهل والصحاب الذين يفتقدونه الآن وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر.
لهفي على شقيقه شيخ العرب (عثمان الأمين) سليل الصالحين والذي تواثق وتوافق مع الحبيب الراحل (عباس) في السراء والضراء حباً وكرامةً ورثاها من الراحل (الحاج الأمين عبد السلام) طيّب الله ذكره ومن ست الكل مد الله في أيامها بالطاعات والبركات أمنا (حجة عيشة) وذريتهما الصالحة بإذن واحد أحد.. (عامر وجمال ومن رحلوا وإلى شقيقاتهم وإلى الحبيب د. عبد السلام وشقيقاته). خيار من خيار.
التعازي حارة إلى كل أهل الفقيد الغالي في الدويم والخرطوم والأهل في الهوبجي وآل حسن ومحمد عبد السلام وكل أهل الفقيد وجيرانه ومعارفه وزملائه في بنك النيلين والتجار وأهل السوق. وآل ذا النون. وكل الناس الذين عرفوا الراحل وخبروه وخبروا أصيل معدنه ونُبل أخلاقه وحُسن جواره وحلو معشره.
نحسبه الآن في مقعد صدق يوفي أجره مع الصالحين والأبرار وحسن أولئك رفيقا.
ألف رحمة ونور على مرقده.. وسلام على الحبيب (عباس الأمين عبد السلام) في الخالدين.
الحمد لله له الدوام والبقاء له وحده سبحانه وتعالى.