الفريق أول عز الدين.. حقيبة الداخلية من البيت الشرطي
بروفايل: علي الصادق البصير
منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة فطنت الدولة لأهمية تولي حقيبة وزارة الداخلية من داخل البيت الشرطي، ولعل ذلك مرتبطاً بمهام وواجبات الشرطة المتعلقة بإنفاذ القانون وبسط هيبة الدولة ومكافحة الجريمة وهي عمليات مهنية فنية لا تحتمل الترضيات السياسية والمحاصصات، بهذا المفهوم جاء تعيين الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ وزيراً للداخلية، فضلاً عن إنجازاته الكبيرة إبان توليه منصب مدير عام قوات الشرطة، فالرجل صاحب مسيرة وسيرة زاخرة بالعطاء.
وهو من مواليد ولاية نهر النيل مدينة شندي 1962 حاصل على دبلوم العلوم الشرطية كلية الشرطة يناير 1985، بكالريوس علوم الشرطة والقانون – جامعة الرباط الوطني – يوليو 2008 وحاصل على زمالة أكاديمية الشرطة العليا أغسطس 2009، دورة القيادات المتقدمة أكاديمية الشرطة السودانية نوفمبر 2002، الفرقة التخصصية في أعمال الاحتياطي المركزي 1988، دورة القيادات العليا في نظام الإحصاء والعدالة الجنائية 2008، دورة تدريبية في إدارة الأزمات مركز دراسات الجودة والامتياز 2005، دورة في دراسات الحاسوب بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة السودان 2009، كما نال الفريق أول الشيخ دورات تدريبية نوعية خارج السودان، مثل دورة رؤساء بعثات حفظ السلام بمعهد عمليات حفظ السلام نيروبي تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي 2011، حلقة علمية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية حول السلامة المرورية والبيئة، ونال عدداً من الأوسمة والأنواط منها وسام الخدمة الطويلة الممتازة، نجمة الإنجاز العسكري، وسام الجدارة وعمل في عدد من ولايات السودان مما أكسبه معرفة بتفاصيل السودان ومجتمعاته وتعقيداته، وذلك في كل من شرطة ولاية كسلا، شرطة ولاية الجزيرة، شرطة ولاية غرب دارفور، إدارة الأمن الداخلي، قيادة قوات الاحتياطي المركزي، جامعة الرباط الوطني، الإدارة العامة للمرور، الإدارة العامة لشرطة المحاكم، الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، مدير الإدارة العامة للمشروعات والشؤون الهندسية، قائد قوات الاحتياطي المركزي، مدير شرطة ولاية الخرطوم حتى ٥ يوليو ٢٠٢٠ ومن ثم مديراً عاماً لقوات الشرطة رقم (25).
*مطلوبات ثورية
شهدت الشرطة السودانية بعد الثورة المجيدة، تحولات كبيرة طرأت في منظومتها التي كانت عليها أكثر من مائة وعشرين عاماً، وهي تحولات أملتها ضرورات التغيير، باعتبارها المسؤول الأول عن إدارة العمليات الأمنية الداخلية، وشكل الفريق أول عزالدين الشيخ محوراً مهماً لهذه التغييرات والمطلوبات التي وضعت الشرطة في مسارها الثوري، وكانت أبرز تلك التغييرات حل الشرطة الشعبية وتغيّر مهام واختصاصات بعض الإدارات مثل إدارة أمن المجتمع، إضافةً إلى إنشاء إدارة مباحث التموين باختصاصات واسعة لضبط التلاعب في السلع الاستهلاكية والاستراتيجية، وزيادة صلاحيات الشرطة الأمنية لتضطلع بمهام الأمن الداخلي عبر توسيع هيكلها.
*مهنية الشرطة
جاءت تلك التغييرات من داخل البيت الشرطي، فالشرطة بوضعها الحالي وحسب الوثيقة الدستورية تتبع لمجلس السيادة، وقد حافظت على إرثها بتراتيبيتها العسكرية دون خلل وعلى مختلف الأنظمة دون تدخل مباشر من أية جهات مدنية، ولأن ما تقوم به عمل فني ومهني بحت، يتطلب قيادة تتفهم ما تقوم به الشرطة وهي تؤدي واجبها، لذلك منصب وزير الداخلية يعتبر منصباً رفيعاً وذا أهمية بالغة باعتباره المسؤول عن ضبط الجودة المهنية، وإدارة ملفات أمنية بالغة الحساسية، تقوم على إدارتها الشرطة، وما لم يك الوزير ملماً بكل تلك التفاصيل حتماً ستكون هناك تقاطعات تنعكس سلباً على إدارة العملية الأمنية، لذلك جاء الفريق أول عز الدين الشيخ مستوفياً لكل مطلوبات الوزارة والإبحار بسفينة الأمن والطمأنينة للعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان.
* شرقاً وغرباً
مما عزز اختيار الفريق أول عز الدين الشيخ قدراته الفائقة في إدارة الأزمة ومبادراته النوعية تجاه المجتمع، ولعل ذلك ما جعل له صورة راسخة عند العامة لم يصنعها إعلام الشرطة الرسمي بقدر ما صنعتها الميديا الحديثة، التي تناقلت أحاديثه وهو يخاطب قواته بحزم وعزم للوقوف في صف المواطن وتوظيفه لإمكانيات وآليات الشرطة لمكافحة جائحة كورونا والمساهمة في نقل طلاب شهادة الثانوي لمواقع امتحاناتهم بمركبات الشرطة، فضلاً عن قيادته للقوات المتقدمة في كسلا أثناء الأزمة التي شهدتها الولاية عقب تعيين الوالي عمار، وإطلاقه مبادرة (أهلنا في حمايتنا) قبيل مغادرة بعثة يونميد من ولايات دارفور، كل ذلك أكسبه تقديراً عن العامة ووسط قوات الشرطة التي اهتم بأفرادها ضباطاً وجنوداً.