المكونات المُتنافرة تتجاذب.. هل يفعلها وزراء الحكومة الجُدد؟
تقرير- أمنية مكاوي
قبيل التشكيل الوزاري، أعلن مجلس شركاء الفترة الانتقالية، أنه تمّ التوافُق على إعلان الحكومة الجديدة، فيما ضجّت الوسائط الاجتماعي بالتشكيل الوزاري في ظل الأزمات التي كادت أن تهدم البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية، مع ذلك الضجيج والغضب، هنالك إشرقاتٌ وأملٌ في أن تكون الحكومة المُقبلة هي حكومة إدارة أزمة لمُعالجة الكثير من القضايا فيما يتعلّق بمعاش المُواطنين وحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بسبب التشاكُس السياسي بين الأحزاب والمكونات السياسية .
كفاءة وبرنامج
اعتبر رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة في تصريح لـ(الصيحة)، أن تشكيل الحكومة الانتقالية جاء بقدر مستوى تحديات السودان، وأوضح برمة أن هذه الحكومة شاركت بها كل القوى السياسية بمعيار الكفاءات والخبرة السياسية، وأن الكل بها مُلم بأزمات البلد، لذلك هذه الحكومة فرض عليها حكومة البرنامج ومعالجة قضايا أساسية، أهمها الوضع الاقتصادي ومعيشة الناس والسلام والاستقرار والأمن واحترام القانون والسياسة الخارجية المُتوازنة التي تضع السودان فوق كل البلاد، وأشار برمة أن الحكومة لديها برنامج واضح وشفّاف، داعياً الالتزام به لأن الكل لديه المقدرة، ونحن نعلم أن هذا المشوار صعب قائلاً: (مشوار الميل يبدأ بخطوة).
توافق مُستويات
وقطع القيادي بقوى الحرية والتغيير والأمين السِّياسي للمؤتمر السوداني نور الدين لــ(الصيحة) أنّ برنامج حكومة الفترة الانتقالية تم بمشاركة من مجلس الوزراء والحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية والمُكوِّن العسكري بمجلس السيادة وهذا يدل على التوافق العام في الفترة القادمة، وأوضح نور الدين أنّ قوى الحرية والتغيير عملت مُراجعات قبل الإعلان عن الحكومة وقدمتها، وأن المشاكل الخاص بالحرية والتغيير في القضايا التنظيمية السياسية تم حلها بالكامل، وأن التوافق الذي سيطرح من د. عبد الله حمدوك سيكون قادراً على تفادي كل التحديات، ويُعد التحدي الحقيقي الذي سيُواجه الحكومة تحديد برنامج عمل يجمع كل القوى السياسية وإعادة القوى السياسية وجميع المكونات والملفات التنظيمية التي خارج الحاضنة مثل الحزب الشيوعي .
تحديات وأزمات
وقال الصحفي والمحلل السياسي محمد علي فزاري في تصريح لـ(الصيحة)، إنّ التشكيل الوزاري كان مُنتظراً منذ فترة طويلة، وإنه جاء في ظل ظروف بالغة التعقيد وبه الكثير من التحديات الاقتصادية والسياسية، وإن التجاذب بين قوى الحرية والتغيير وحركات الكفاح المسلح كلاعب جديد ومؤثر، وأيضاً التحدي الأكبر هو رجوع قوى الحرية والتغيير كحاضنة سياسية قوية كما كان قبل عامين، وأضاف فزاري: في تقديري الشخصي أن الحكومة تواجه صعوبات جمّة وتحديات كبيرة إن نجحت في الملف الاقتصادي ربما هو يفتح المجال للكثير من النجاحات والاختراقات من الجوانب السِّياسيَّة والأمنية، وأن الطاقم الجديد ينقصه التناغُم والانسجام في ظل الشكوك ما بين المكونين المدني والعسكري .
إقصاءٌ واضحٌ
وقال مراقبون سياسيون، إن الفشل الواضح في الحكومة الجديدة، لأن المرحلة حرجة والبلاد مهددة بالكثير من الأزمات من جميع جوانبها المختلفة، وإن طريقة التشكيل ليست مُرضية وليس بها أي كفاءات وليست لديها معايير وكان بها إقصاء واضح على الأطراف المُشاركة، وأيضاً بها إقصاءٌ لإرادة رئيس مجلس الوزراء، كان يجب أن يضع برنامجاً محدداً يُعلن للشعب السوداني ومن ثم يتم تشكيل الحكومة على برنامج واضح وشفاف للخروج من الأزمات، وقال إن هذه الحكومة سوف تفشل وتشهد مزيدا من التشاكُسات والاختلافات والتقاطعات السياسية .
رفض قوة
وقطع القيادي بتجمع المهنيين السودانيين، وليد علي، أن التشكيل الوزاري المُعلن لا يمثل سوى الثورة ولا يعبر عنها، وإنما يعبر عن المنتج الجديد الذي تم تكوينه وهو مجلس شركاء الانتقالية، وأن هذه الحكومة ستضعنا أمام حافّة الانهدام لأنها توسع التشاكُسات والتقاطُعات السياسية ولا تخدم القوى السياسية في برنامج أو توحد الأحزاب، وان هذه الحكومة قطعاً لا تعالج إشكالات الحرية والتغيير التنظيمة.
واعتبر المحلل السياسي صلاح الدومة لـ(الصيحة)، أن الأزمة السياسية هي العائق لهذه الحكومة، لكن مجلس شركاء الانتقالية هو وسيلة لحل التشاكُسات والتقاطُعات، وأن رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك عليه أن يكون أكثر حسماً مع القوى السياسية المشاركة في التشكيل الوزاري، علماً بأنه بدأ العمل بها مع بعض الأشخاص، وهنالك نقطة مهمة جداً وهي محُاربة الدولة العميقة بطريقة حادة، وأوضح الدومة أن حمدوك وضع وثيقة من أجل عدم الازدواجية تمنع معارضة الأحزاب المشاركة في الحكومة للحكومة.
الحكومة الجديدة بشكلها الحالي والتي تضم الأحزاب السياسية بمختلف مسمياتها وأطراف الكفاح المسلح تتراءى بأنها متنافرة، ولكن هل هذا التنافر يقود لنظرية الأجسام المتنافرة تتجاذب أم يحدث العكس..؟