يعد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أحد صناع السياسة الخارجية للسودان ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ومنذ الاطاحة بنظام الإنقاذ السابق أولى المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير السياسة الخارجية اهتماماً خاصاً، حيث ألزمت الوثيقة الدستورية في المادة الثالثة عشرة من فصلها الثاني الخاص بمهام المرحلة الانتقالية مؤسسات الحكم الانتقالي بمهمة (وضع سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة، وتعمل على تحسين علاقات السودان الخارجية وبنائها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة بما يحفظ سيادة البلاد وأمنها وحدودها).
بحكم الاختصاص المنصوص في الوثيقة الدستورية يمارس أعضاء مجلس السيادة الانتقالي دوراً بارزاً في صناعة السياسة الخارجية السودانية في مجالات محددة، أهمها العلاقة بدول الجوار المباشر، خاصة في شقها الأمني، وتقاطعاتها مع ملف السلام فضلاً عن حضور أعضاء المجلس القوي في صناعة السياسة السودانية خاصة العلاقة بدول الشرق الأوسط الخليج وإسرائيل على سبيل المثال، وتأتي زيارة القائد حميدتي لدولة قطر الشقيقة في ذات الاتجاه الذي رسمته الوثيقة الدستورية وهو خلق سياسة خارجية تتمتع بالمرونة والاستقلالية بعيداً عن سياسة المحاور الإقليمية التي أدخلت البلاد في أتون الصراعات، والأزمات بين دول الجوار.
أعتقد أن نجاح القائد حميدتي في استئناف علاقات السودان الخارجية بعد فتور وقطيعة مع الكثير من الدول، يؤكد مدى نجاح العسكر دون المدنيين في اختراق هذه العلاقات لطبيعة التعقيدات، لأنها في الغالب تعقيدات ذات طابع أمني وعسكري.
لا شك أن الانفتاح علي دولة قطر يؤكد أن القائد يضع المصلحة العليا السودان كخيار استراتيجي يقوم على تحقيق المصالح المشتركة خاصة أن قطر تتمتع بعلاقات أزلية، وهي شريك أصيل في عملية السلام، وقد أسهمت بشكل كبير في تحقيق السلام بولايات دارفور بل تعدى دورها المساهمة الفعلية في تحقيق التنمية وإعادة ما دمرته الحرب.
أعتقد أن السودان في مرحلة فيها الكثير من التحديات المرتبطة بالشأن الاقتصادي والسياسي، بالتالي الحاجة ماسة لخلق علاقات دولية وإقليمية متوازنة تسهم بشكل مباشر في دعم السودان اقتصادياً عبر خلق علاقات تجارية واقتصادية وسياسية في إطار تبادل المصالح المشتركة، وبالتالي تستطيع الحكومة الانتقالية العبور بالبلاد وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل