بدأ عازفاً محترفاً وأساسياً: الموسيقار حسن بابكر .. اللحن الخالد!!
من الأشياء التي ساعدت الملحن الراحل حسن بابكر في تجويد ألحانه هو أنه بدأ عازفاً محترفاً، وأساسياً، في فرقتي عثمان حسين ووردي، كما ذكرنا. وقال للكاتب إن وظيفته المدنية قادته إلى ترك العزف مع الفنانين منذ النصف الثاني من الستينيات، وأشار إلى أن الفن الغنائي حينذاك لم يكن شغلاً يمكن الاعتماد عليه، فوق ذلك فإنه وجد من الصعوبة التوفيق بين أن يسهر مع الفنانين حتى الثلث الأخير من الليل، وأن يذهب في الصباح الباكر لعمله في البنك الزراعي. بيد أن اعتزال حسن بابكر عزف الكمان، والتخلي عن مصاحبة الفنانين، جعلاه يستفيد من الوقت في إنجاز اللحن المتماسك، وفي ذات الوقت جعلاه يستند على تراث لحني خالد لفنان كبير مثل عثمان حسين مع وضع في الاعتبار أن وردي آنذاك لم يكن قد فجر إلهامه الفني.
والمؤكد أن الخيال اللحني المديد، والذي برع فيه الأستاذ حسن بابكر من خلال “كمنجته غير الضائعة” لا بد أن قد أثرى طريقة تفكيره لتجاوز إبداعية ألحان من جلس خلفهم ليعزف، إن لم يكن قد سعى إلى تجاوزها. والملاحظ أن كل الذين بدأوا عازفين مع عثمان حسين ووردي فضلوا الاستمرار في التفرغ للموسيقى.