وردي وإسماعيل حسن:
كانت قد حدثت غمامة بين الراحل (إسماعيل حسن) والذي اعتبره من شيوخ الأغنية السودانية وبين الأخ (محمد وردي) أدت لنوع من الخصومة، فتوقف التعاون بينهما مدة طويلة جعلت وردي يبحث عن شاعر يعطيه بدلاً من إسماعيل حسن وكنت أنا في تلك الفترة أتعامل مع بعض الفنانين مثل صالح الضي، والتاج مكي، وصلاح مصطفى، وغيرهم فطلب وردي من صالح الضي أن يعرفه على الفنان الذي كتب كلمات (بتتغير) فقال له صالح الضي إنه شاعر قادم من شرق السودان فطلب الأخ وردي أن يلتقي بي، وبالفعل في نادي الفنانين في أمسية من الأمسيات الجميلة وكان ذلك في منتصف (الستينيات).
منى الخير:
قبل أعوام عديدة سأل أحد المذيعين الفنانة منى الخير لو طلب منك ان تختاري عريساً فمن يكون؟ فقالت بحياء شديد عبدالعزيز محمد داؤود قال لها ولكنه أكبر منك سناً بالإضافة إلى أنه متزوج وله عدد من الأطفال ردت عليه بإصرار (أنا غير عبدالعزيز ما عايزة) قال لها هناك مجموعة من الفنانين الشباب ينتظرون إشارة منك على رأسهم صلاح مصطفى، صلاح بن البادية، زيدان إبراهيم وأشار إلى أن هناك فناناً رفض ان يذكر اسمه سيمنحك مهراً مائة من النوق الحمر وأمواجاً من الذهب فابتسمت تقول إن الأموال لو تمددت بحراً فوق بحر فإنها لن تكون قادرة على شراء خفقة واحدة من قلب، ضحك عبدالعزيز حين علم بقصتها وقال كان أمام هذه الفنانة عدد من الفنانين من أصحاب الشعر المموج فلما فضلت عليهم صلعتي الملساء.
قصة من الأبيض:
شهدت مدينة الأبيض قصة أستاذ يعمل في إحدى المدارس الابتدائية تقدم للارتباط بحسناء أحبها إلا أن أهلها رفضوا الارتباط به مدعين أنها تود أن تواصل تعليمها، بعدها بأشهر وصله كرت دعوة أبيض موشى بخيوط فضية إشار إلى زواجها من أحد أثرياء المدينة فاحترق قلبه غيظاً وهو يضمر في نفسه أمراً، قام هذا الاستاذ جريح القلب يصحبه عدد من تلاميذ مدرسته إلى احتفالية العرس وانتظروا هناك بين المدعوين لاستكمال مراسم الحفل بعد لحظات انساب صوت المغني يغمر ليل الأبيض طرباً عدت الأغنية الأولى بسلام أما الأغنية الثانية، فقد شهدت ثورة من الغضب العارم أشعلها عدد من تلاميذ الأستاذ على أهل العروس الرافضين له عريساً لكريمتهم مما أدخل الحفل في هرج ومرج، تسبب في كسر أنف العريس وقد نتج عن ذلك أن يلزم سرير المستشفى عدداً من الأيام.
محمد عثمان جرتلي:
لم يلمس الدكتور الشاعر الراحل محمد عثمان جرتلي بندقية صيد كان يملكها بعد أن أصاب بها غزالة حبلى أرداها قتيلة وذلك أثناء رحلة صيد قام بها على أطراف مدينة كسلا، وقال إنه حين نظر إلى الغزالة تحتضر اعتراه ألم في قلبه ظل يلازمه مدة شهر كامل، وأضاف أن ما قامت به يده من ظلم أدى إلى قتلها قبل أن تلد جنينها كاد أن يقتله هو ثم سرح بعيداً وهو يمسح دمعة.
أم بلينة السنوسي:
عشقت الغناء منذ دراستها بالمرحلة الأولية ومن ثم كان التحاقها بفرقة فنون كردفان. وبدأت نشاطها وهي بصحبة عدد من أقطاب تلك الفرقة وكان لإرشادات الأستاذ جمعة جابر السبب المباشر في وصولها سريعاً لمرحلة تجويد الغناء بالصورة التي شاركت فيها في مهرجان المديريات بالمسرح القومي في 1961م.كان لاستماعها الدائم لأغاني الجيل الثاني من رواد المدرسة الوترية وهم صلاح بن البادية، إبراهيم عوض، وردي، السبب في جودة أدائها الغنائي.