تقرير- نجدة بشارة
من المتوقع أن يضع السودان وإسرائيل، اللمسات الأخيرة على الاتفاق الدبلوماسي لتطبيع العلاقات بينهما خلال مراسم ستجري في واشنطن في غضون الشهور الثلاثة المقبلة. لتكتمل معها “مسودة اتفاق السلام”.. وكثير من المراقبين للشأن العام يسمعون عن اتفاق سلام مع إسرائيل.. ويتساءلون عن ماهية «اتفاقيات إبراهام».. وما وراء خطوة السودان من التوقيع عليها..؟
ما وراء الخطوة:
نصت اتفاقيات إبراهام التي وقعت عليها الدول العربية مع إسرائيل، على ترسيخ معاني التسامح والحوار والتعايش بين شعوب وأديان منطقة الشرق الأوسط والعالم، لتعزيز ثقافة السلام في الإقليم، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيلي كوهين قد زار الخرطوم بحر الأسبوع الحالي في أول زيارة رسمية علنية لوزير إسرائيلي عقب التوقيع 6 من يناير الجاري، السودان مع الولايات المتحدة “اتفاقات إبراهام” التي وافقت بموجبها الخرطوم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وبتوقيع اتفاق التطبيع، أصبح السودان ثالث دولة عربية، بعد الإمارات والبحرين، توقع “اتفاقات إبراهام”. ووقعت الخرطوم الاتفاقات بعد أقل من شهر من قيام واشنطن بإزالتها من القائمة السوداء “للدول الراعية للإرهاب”.
انفتاح العلاقات:
وكانت القناة الإسرائيلية قد نسبت إلى مصدر «سوداني» قوله إن السلطات السودانية تعمل على تفعيل اتفاق السلام الموقع بين الخرطوم وتل أبيب أخيراً، والتي يقف القانون (قانون المقاطعة أمام إنفاذه، وأن السودان يعمل على إلغاء هذا القانون، بهدف وضع الأسس الأولى لبناء وتطوير العلاقات بين الجانبين، ونسبت إلى المصدر أن تغيير القانون وتمهيد الطريق لتقوية علاقات البلدين «يندرج ضمن أولويات مجلس السيادة الانتقالي السوداني». وبالمقابل ينتظر أن تشهد البلاد تعديلات قانونية ودستورية تتيح للدولتين التعامل المباشر، ويتيح الانفتاح في التعامل بين الدولتين. وحسب مراقبين فإن اتفاق التطبيع الإسرائيلي السوداني هو اتفاقٌ أُعلن بين إسرائيل والسودان في 23 أكتوبر 2020، وبتوقيعه أصبح السودان خامس دولة عربية، بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994، والإمارات والبحرين في سبتمبر 2020 ، ورأى أن اتفاق السلام سيعمل على تسوية العلاقات بين البلدين وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما.
رافعة سياسية للحكومة الانتقالية:
من جانبه أشار المحلل السياسي عبد الرحمن أبو خريس لـ(الصيحة) أن الاتفاق سيُمثل رافعة سياسية للحكومة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني ولقوى إعلان الحرية والتغيير (شريك الحكم)، من خلال فتح باب للعلاقات الخارجية على مصراعيه وبالتالي القدرة على إعادة الحسابات.. من فرض معادلات جديدة ومؤثرة على أرض الواقع. وأردف كما سيقنن ويؤطر للتوجهات السياسية للمصالحة والسلام لحكومة السودان مع إسرائيل، أضف إلى ذلك سيفتح المجال أمام الاستثمارات.. ويعزز المصالح السياسية وخطوة أساسية بل قفزة عالية في المجال الاقتصادي، وختم قوله في المحصلة، اتفاق السلام بين السودان وإسرائيل هو فرصة سانحة لخروج السودان من عزلته الدولية والبدء في إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد.
تحديات ماثلة:
وفيما يتعلق بالملف الأمني الداخلي، أشار محللون إلى هذا الملف سيمثل تحديًا وهاجسًا واختبارًا دقيقًا لمجلس السيادة الانتقالي خلال الأشهر المقبلة، خاصة وأن السودان ظل لسنوات موئلًا للجماعات الإسلامية الجهادية والمتطرقة قد يتعرض لتحديات خطيرة خصوصًا من جانب الخلايا النائمة التي قد يحرضها قرار تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب على الخروج والفاعلية من جديد. وهذا ربما يفسر زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلية إلى السودان مؤخراً.. وأعقبه زيارة المسؤول العسكري الأمريكي.
توقيع في واشنطن
وبحسب مصدر صحفي إسرائيلي فإن كوهين اتفق مع البرهان خلال زيارته للخرطوم على توقيع اتفاق السلام بين البلدين بما يخدم مصلحتهما ولإكمال عملية التطبيع التي بدأها البلدان في أوقات سابقة. وقال الصحفي الإسرائيلي في حديث تناقلته وسائط إعلامية إقليمية إن السودان طلب توقيع الاتفاق في واشنطن بيد أن الطرف الإسرائيلي، يرى أن الأجواء غير مهيأة للظروف الصحية التي تفرض نفسها في أمريكا وتحول دون إقامة احتفال هناك بمناسبة التوقيع بيد أن الصحفي الاسرائيلي قال إن الفكرة ليست مستحيلة، مشيراً إلى أن الطرفين أكدا ثقتهما المشتركة وأن الخطوة ستتم وفقاً لرغبة البلدين.