تشريد أكثر من (25) ألف عامل بينهم أمهات أيتام
عبد القادر سالم: روح القرار يناقض الواقع، فالحفلات بالمزارع والمنازل
فتح الصالات بالاشتراطات الصحية يعزز ثقافة الوقاية ويقلل تكاليف المناسبات
تحقيق: علي الصادق البصير
صعَّدَ العاملون في قطاع صالات المناسبات قضيتهم أمام الوالي ولوح بعضهم بمقاضاة حكومة ولاية الخرطوم لتعويضهم عن الخسائر الفادحة بسبب الإغلاق الكامل خلال موجتي جائحة كورونا، وكشف استطلاع لـ(الصيحة) عن أضرار جسيمة طالت كل العاملين من ملاك وموظفين وعمال وفنانين وغيرهم، في ما اعتبر نقيب الفنانين د. عبد القادر سالم القرار بغير الموضوعي وأنه استهدف الفنانين الذين دفعوا أكثر من (100) مليون جنيه (100مليار قديم)، وقال إنهم بصدد تصعيد الأمر دولياً.. إلى ذلك كشف عدد من أصحاب الصالات عن أضرار أصابت أكثر من (25) ألف أسرة كانت تعيش من الصالات.. ولمعرفة المزيد نتابع المساحة التالية.
*تشريد(25) ألف عامل
ممثل العاملين في قطاع الصالات (هـ أ)، قالت لـ(الصيحة) يشكل العاملون في قطاع الصالات نسبة كبيرة وهناك أكثر من (25) ألف عامل يعولون أسرهم وقد تضرروا كثيراً وبيننا حالات كتيرة لأمهات أيتام، كل هؤلاء توقف حالهم وضاقت بهم سبل الحياة الكريمة، وكشف ممثل العاملين أنهم رفعوا مذكرة للسيد والي الخرطوم، استلمها الأمين العام للحكومة، وظلت مذكرتنا حبيسة أدارج السيد الأمين العام فتحركنا مرة أخرى لمتابعة الرد على مذكرتنا بعد أسبوعين وأخبرتنا السكرتيرة بأن مذكرتنا في مكان آخر لم نعثر عليه، فطلبنا أن نقابل الأمين العام إلا أن إدارة مكتبه أخبرتنا بأنه لا يرغب في الجلوس إلينا، ونطالب عبركم إما بالرد علينا أو فتح الصالات.
*محاربة الفن
رئيس اتحاد الفنانين الدكتور عبدالقادر سالم قال لـ(الصيحة): إغلاق الصالات مسألة يشوبها الكثير من الأخطاء، فالمنع والإغلاق كان لدواع صحية بخصوص الجائحة، وروح القرار تنتفي في الواقع، فالذي يحدث أن الحفلات مستمرة في الأحياء والمزارع، كما أن الحياة تسير في البلاد بصورة طبيعية في الأسواق والمواصلات والمناسبات الاجتماعية من مآتم والتمارين الرياضية ومناسبات أخرى، وبالتألي سبب المنع منتفي، والغريب في الأمر أن حفلات معرض الخرطوم استمرت كاملة وبدون اشتراطات مما يشير لمحاربة الفن والفنانين وليست الكورونا، والأسوأ من ذلك اعتقال الفنانين وإهانتهم بالمحاكم ونقلهم بدفارات الشرطة وردعهم بغرامات باهظة، دون غيرهم وقال: سبحان الله يتم القبض على الفنان وصاحب الساوند والعازف وتتم محاكمتهم ولا يتم القبض على العريس ولا (سيد الحفلة) وهذا تعامل لا يشبه الثورة ولم يحدث حتى في زمن الانجليز.
وأضاف د. عبد القادر سالم: رفعنا مذكرة لوالي الخرطوم فيها تصور باتخاذ الإجراءات الاحترازية، إلا أنه تمت معاملتنا بصورة غير لائقة، وبعدها قامت شرق النيل و(شالت وش القباحة) بمحاكماتها الرادعة وأي فنان يتم القبض عليه في شرق النيل يحاكموه بغرامة (100) ألف جنيه أو السجن شهرين، وهذا تدمير لحياة المبدعين وهذا مع ملاحظة أن غرامة الجائحة ما بين 5 إلى 10 آلاف لكن شرق النيل ضاعفوها. وكشف عبد القادر عن دفع الفنانين لأكثر من 100 مليار كغرامات، موضحاً اتخاذ اتحاد الفنانين لخطوات تصعيدية بعد إغلاق باب السيد رئيس الوزراء وعدم السماح لهم بمقابلته واستلام مذكرتهم وقال: صعدنا قضيتنا للاتحادات العالمية وقلنا هناك منع للموسيقى وبالتألي مشكلتنا كبيرة ومتأسفين لخسارة الدولة لهذا القطاع، وختم نقيب الفنانين حديثه بأنهم كمبدعين أسهموا بقدراتهم في عمليات الوعي والتحذير من مخاطر الجائحة بأعمال كبيرة ومؤثرة ولكن كل هذا لم يقدر.
*قرار الضرورة
خالد الصادق مدير صالة سندس بشرق النيل قال لـ(الصيحة): إغلاق الصالات قرار اقتضته ضرورة مرحلة، وأصحاب الصالات شأنهم كبقية العامة والعامل في القطاع الخاص هم من أحرص الناس على السلامة العامة، وكان لابد للاستجابة والعمل بالسلامة الصحية.
وخسائر الصالات لم تكن مادية فقط بل كانت خسائر نفسية واجتماعية.
ولايعلم القائمون على أمر الإغلاق بأن كل الأراضي التي تقام عليها الصالات مستأجرة من جهات في الغالب حكومية، وكما هو معلوم بأن تلك الجهات لايهمها من أين تأتي الصالات بمستحقات الإيجار رغماً عن مرور عام كامل على الإغلاق.
إن الصالات خلفها جيوش من البشر تعمل بها وتقدر بالآلاف من موظفين وعمال ومصورين وسيرفس وشركات نظافة وخدمات أمنية وطباخين وأسر تقتات من بقايا طعام المناسبات. وبعض الصالات استغنت عن جزء كبير من عمالتها وموظفيها بسبب ضيق ذات اليد، ولبعض الصالات التزامات بنكية مبرمجة واجبة السداد وعجزت تماماً عن تسديدها. وهنالك صالات أغلقت أبوابها نهائياً وفكر أصحابها في هجر هذا الاستثمار الطارد والغير مضمون العواقب، كما أن استرداد ( العرابين) أصبح هاجساً يؤرق أصحاب الصالات لأنها تتوظف فورياً في ايفاء الديون والالتزامات الحكومية وجباياتها وأعمال الصيانه وغيرها.
وكانت الصالات سباقة لوضع حلول ذكية للاحترازات الصحيه تواكب التعايش مع الجائحة ولكن فشلت الصالات أن تقنع القائمين على أمر الإغلاق بالإلتزام بالاحترازات الصحية التي قدمتها للجهات المعنية، وأبدت كل التنازلات التي من شأنها استمرارية نشاطها.
إن الخسائر جمة ولايسع المجال لحصرها لأن لكل صالة ظروفها الخاصة التي يمكن أن تتركها في القاع.
وإن الدولة غير قادرة على تعويض الصالات لخسائرها وأن الصالات كان تدفع مسبقاً ولاتتعشم في دوله تستجدي الصدقات والمنح من الخارج، وتعتمد على المزاج السياسي في اتخاذ قراراتها.
* إجحاف شديد
إنعام التني صاحبة صالة تقول إن قرار الإغلاق كان فيه إجحاف شديد على هذا القطاع ليس للملاك فقط وإنما على كل العاملين والموظفين والعمال، لانه كان قراراً مفاجئاً وصادماً خاصة وأن العالم في الموجة الثانية للجائحة أعلن ضرورة التعايش مع الوباء والالتزام بالاحترازات الوقائية وكان للصالات سبق المبادرة برفع تصور لإدارة الوبائيات فيه التزامنا بكل الاحترازات من تباعد ولبس كمامات وقياس حرارة، وتوقعنا الاحتفاء بالمبادرة ولكن حدث العكس لأن بالدولة تقاطعات غريبة ولكل جهة وجه نظرها وقراراتها.
وأشارت إنعام إلى خسائر فادحة وقعت عليهم إضافة لإدخالهم في صدامات مع المواطنين الذين طالبوا بإرجاع عربونهم، وقالت دخلت الصالات في متاهات وخسائر مالية على المدى البعيد، مشيرة إلى ضرورة تعويضهم كأصحاب صالات وموظفين وعمال.
* حدث غريب
صديق تلودي مدير صالة الوداد يقول لـ(الصيحة) لوكانت هذه الإجراءات لمصلحة المواطن فإننا ندعمها ونقف إلى جانبها مهما كانت الخسائر، ولكن ما حدث للصالات نشعر بأن هناك شيئاً غريباً يحدث لا نعرفه لأن ما يحدث لا علاقة له أساساً بصحة المواطن وبامكان الالتزام بالاحترازات الصحية في الصالات وبرقابة تلك الجهات وهو ما يعزز ثقافة الوقاية، ولتطبيق التباعد تكون الدعوة محصورة في أعداد معينة من المدعوين وهذا يعزز في الناس ثقافة الاقتصاد والتسهيل بدلاً من حضور 1000 مدعو يأتي 500 فقط، وحقيقة لقرار الإغلاق آثار مدمرة على الجميع نأمل أن تراعى هذه الجوانب بعد عودة الحياة لطبيعتها.
كمال الشعب صالة رومانس يقول لأي إشكالية حل ولو والي الخرطوم جلس إلينا واستمع لحديثنا لوجدنا حلاً مناسباً لكنه رفض الجلوس أصلاً لسماع إشكالنا، وأرسلنا لمدير مكتبه وبدأنا في خط آخر فقال لنا الوالي لابد من إحضار خطاب من وزارة الصحة، وهذا أمر غريب الوالي يغلق الصالات ويطالب بخطاب من الصحة، وكان بالإمكان أن نتفق على معايير وعلى المسئول أن يراعي مصالح ومعاش الناس لا التضييق عليهم، فهناك أسر تشردت وهناك أناس يعيشون على بقايا الطعام سمعناهم يدعون على الوالي وأنا أدعو عليه حسبنا الله ونعم الوكيل.