(1)
الصوت النسائي في السودان ظل شحيحاً عبر التاريخ الموسيقي الغنائي ..حيث شهد تاريخ الموسيقى أسماء بعينها يمكنها أن تكون على عدد أصابع اليد الواحدة .. وتلك القلة فرضتها الظروف الاجتماعية والتركيبة النفسية للشعب السوداني ..الذي ظل ينظر للفكرة بإجمالها على أنها نوع من الصياعة ..وذلك المفهوم كان سائداً إلى وقت قريب ..وتلك الوضعية الاجتماعية فرضت حزمة من القيود والتعقيدات على الأصوات النسائية.. لذلك ظلت الأصوات نادرة وشحيحة ولا تظهر مغنية إلا بعد سنين طويلة..
(2)
المطربة الشابة إيمان توفيق واحدة من تلك الأصوات التي حفرت في وجدان الناس بصوتها الجميل والعذب الذي يمتلك خاصيات فنية نادرة وامتلاكها مساحة صوتية واسعة تمتد إلى الأوكتافين وقدرة كبيرة على الإبداع والانتقال من نغم إلى آخر بكل سهولة، إضافة إلى الابتكار الآني خلال المسار اللحني، وأهم شي أنها واثقة من نفسها حين تقف على المسرح رغم هيبة ورهبة الوقوف أمام الجمهور.
(3)
وعن نظرة المجتمع لها كفنانة قالت إيمان (النظرة للفن اختلفت في الفترة الأخيرة، وأنا أعتبر جيلي محظوظاً لأنَّ المجتمع أضحى يتمتع بوعي كبير تجاه الفن والفنانين، وأحمد الله كثيراً أن أسرتي متفهمة لمسألة الغناء، وبهذا أرى أنه لا صعوبات من هذا القبيل أعانيها في مشواري الفني)..إيمان توفيق القادمة من الدويم لم تكن فنانة وليدة صدفة وإنما خرجت من أسرة فنية بقيادة والدها الموسيقار أحمد توفيق، والذي قالت عنه (بكل تأكيد الوالد أعانني كثيراً طيلة مشواري الفني، فمنذ بداياتي كنت أجد الآلات الموسيقية موجودة في المنزل وكنت أتغنى بما يردده، ووقف بجانبي طيلة مشواري ابتداءً من الدورات المدرسية، وحتى الآن.
(4)
..وعرفت إيمان من خلال الدورات المدرسية في نهاية الثمانينيات عندما كانت ممثلة لمدرسة (صفية – الدويم) في نهايات الدورة المدرسية (النشاط الفني) الذي احتضنه مسرح الجزيرة بودمدني ..أحرزت إيمان المركز الأول في الغناء، ذلك من خلال أدائها الرائع لأغنية ( أذكري أيام صفانا) ..والتي كانت بمثابة بوابة الدخول لمجال فن الغناء ولقلوبنا أيضاً ..