صلاح عووضة يكتب: آداب!!
لقبه – أو اسمه – هكذا..
وهاجمني على كلمة كتبتها عن عذاب القبر..
ولم أر (الفيديو) الذي كال لي فيه الهجوم هذا – مع السخرية – إلا قبل أيام..
رغم إن الدين الذي يتسمى به يحرم السخرية هذه..
فعسى أن يكون الذي يُسخر منه خيراً من الساخر… هكذا (يؤدبنا) الله في كتابه..
ولكن (رجل الدين) الذي اسمه آداب هذا غير مؤدب بآداب القرءان..
وبلغت سخريته حد أن تساءل إن كنت أصلي..
ثم ضحك؛ وضحك الذين من حوله… من أنصار جماعة دينية تعرفهم بجلاليبهم..
وهو واقف ممسكٌ بمايكروفون… وهم جلوسٌ على الأرض..
ولا أدري من الذي يحق له أن يضحك على الآخر… إن جاز الضحك (أدباً)..
وتواصلت سخريته إزاء جميع ما كتبنا في كلمتنا تلك..
باستثناء أن مفردة (يسين) ليست من أسماء النبي محمد… عليه صلاة وتسليم..
لأنها ليست مفردة أصلاً… وإنما هي حرفان؛ ياء وسين..
مثلها مثل الأحرف التي يستهل بها الحق بعض سوره الكريمة في القرءان..
ثم وصف حديثنا عن عذاب القبر بأنه حديث الترابي..
بل إن عنوان الفيديو ذاته اسمه (الرد الكافي… على الفتاوي ذات البلاوي)..
ومن أسفل منه (للكاتب الشعبي فلان الفلان)..
بمعنى أننا نتبع منهج الترابي – الشعبي – حيال مثل هذه القضايا الدينية..
بل وذكر – أبو بكر آداب – حسن الترابي هذا كثيراً..
وهو لا يعلم أن تطابق الأفكار – أو تماثلها – قد يكون محض مصادفة؛ لا اتباعاً..
المهم إنه انتقل إثر ذلك لحديثنا عن عذاب القبر..
واستنكر استشهادنا القرآني بمصير فرعون بعد الموت… إذ لا عذاب قبل البعث..
فقد قلنا إن الله لا يحاسب إلا يوم الحساب..
ولا يعذب – من حق عليه العذاب – إلا بعد الحساب هذا… (اليوم تجزون ما كنتم تعملون)..
وكلمة (اليوم) تكثر في القرءان بالمعنى هذا..
ولكن الغريب أن الشيخ (آداب) استشهد بها ضد استشهادنا هذا… في آية أخرى..
وهي (اليوم تُجزون عذاب الهون)..
وقال إنها دليلٌ قاطع على أن العذاب – لمن يستحقونه – يقع فور خروج الروح..
والروح هذه عند مغادرتها الجسد تستقر في البرزخ..
تستقر إلى يوم البعث؛ مصداقاً لقوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون)..
فكيف تعود إلى جسدها هذا – بعثاً – قبل البعث؟..
إنه قولٌ لا يستقيم منطقاً… ولا عقلاً… ولا ديناً؛ فما من ميت يحيا قبل قيام الساعة..
وما من روح (تساسق) بين الجسد والبرزخ قبل يوم البعث..
بل ما من إحساس بالزمن – أصلاً – عند الميت؛ تماماً كما لا يحس النائم بالزمن..
ثم يسخر – أيضاً – من حديثنا عن عدم نزول عيسى..
فهو يؤكد نزوله؛ رغم إن رسولنا – عليه صلاة وتسليم – هو آخر الأنبياء والمرسلين..
ويقول إن آخر الأنبياء هذا هو الذي جزم بنزول عيسى..
ونحن نقول إن الله هو الذي جزم إذ يقول (ولكن رسول الله وخاتم النبيين)..
وخاتم الأنبياء هذا نفسه يقول (لا نبي بعدي)..
ثم كيف ينزل عيسى – عليه السلام – وقد قال الحق (إني متوفيك ورافعك إلي)؟..
ومعلوم – كما ذكرنا – أنه لا بعث لميت إلا يوم البعث..
وهنا يرد علينا – وعلى المعلوم هذا – السيد (آداب) ويقول إنه توفي؛ ولم يمت..
وإن هنالك فرقاً بينهما… فنوم الإنسان وفاة أيضاً؛ كما يقول الله..
ونعم بالله؛ ولكن ماذا عن قوله تعالى (يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا)؟..
ويضحك آداب ملء شدقيه من حديثنا عن (إن كيدكن عظيم)..
ويزعم أننا أخطأنا حين قلنا إن هذا كلام الله على لسان العزيز؛ لا كلاماً مطلقاً..
فالمرأة كيدها عظيم؛ بما أن الله ذكر ذلك في كتابه..
طيب؛ ماذا عن ذكر الله لحديث قوم لوط (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)؟..
فهل نعتبر هذا (تأكيداً) ننسبه إلى الله؟… أم لقوم لوط هؤلاء؟..
والحديث يطول… والمنطق يطول… وكلام العقل يطول… ولكن مساحتنا لا تطول..
إلا بقدر طول بنطال (أخٍ) له اسمه محيي الدين..
وقد وصلنا (فيديو) يهاجمنا فيه أيضاً بقصر نظر… وطول لسان… وضآلة حجة..
نعم؛ فالقرآن منطق – وفلسفة – أيضاً..
ثم أدب….. وتأدب..
وآداب !!.