:: التحية للطلاب الذين جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية، ومبروك لمن نجح، وحظاً أوفر لمن كسب تجربة الجلوس، ولم يصب باليأس بعد إعلان النتائج، لينجح العام القادم بإذن الله.. كان عاماً مُرهقاً، بذل فيه الجميع من الجهد ما استطاعوا إليه سبيلاً، حيث درس الصغار في العام 2019، وامتحنوا في العام 2020، ليتم الإعلان عن نتائجهم في العام 2021، ولا نعلم في أيِّ عامٍ يلتحق الناجحون منهم بجامعاتهم؟، فالأوضاع – لا تزال – قاسية..!!
:: من يُحالفهم حظ النجاح بحاجة إلى دعم، ونسبتهم عالية (45%)، أي لا يقل عن (220.000 طالب)، فالذين جلسوا للامتحانات (540.782 طالباً).. ادعموهم معنوياً، لأنهم درسوا وامتحنوا وهم محاطون بجائحة كورونا وكوارث الخريف وغلاء الأسعار وأزمة المواصلات وصفوف الوقود والرغيف والغاز.. فالناجح الحقيقي – في محيط هذه الظروف – ليس هو فقط الناجح في الامتحانات، بل من يحتفظ بعقله وعزيمته ليعبر بهما محيط الظروف..!!
:: وعلى السادة بوزارة التعليم بذل الجهد في استيعاب من لم يحالفهم حظ النجاح، فالعدد كبير للغاية، ويستحقون فرصة أخرى ليدرسوا ويمتحنوا في مناخ أفضل، ومن المخاطر أن يتسرّبوا قبل إكمال هذه المرحلة بنجاح، ولن تستوعبهم معاهد للتدريب المهني.. وبالمناسبة، أكثر من (3) ملايين طفل في سن المدرسة لا يجدون مَقعداً للدراسة في بلادنا، وذلك بنسبة استيعاب لا تتجاوز (37%)، فتأمّلوا حجم تسرُّب الصغار..!!
:: وبين الحين والآخر تحدثنا السُّلطات والمنظمات ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻷﻣﻴﺔ، ﺛُﻢّ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺃﻥّ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ (ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺃﻣﻲ)، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳُﻌﺎﺩﻝ ﺛُﻠﺚ ﺍﻟﺴُّﻜّﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، وهذا مخيف وكان يجب أن يقلق مضاجع من نلقبهم بالمسؤولين.. وليس في الأرقام والنسب عجب، فعندما ﻳﺘﻢ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜُﺘﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﺗُﺒﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ، من ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺟﺪﺍً ﺃﻻ ﻳﻨﺠﺢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣُﻌﺪّﻝ ﺍﻷﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳُﻘﺎﺭﺏ ﺛُﻠﺚ ﺍﻟﺴُّﻜﺎﻥ..!!
:: ﻭﻋﻔﻮﺍً، ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻜُﺘﺐ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺒﺎﻉ ﻓﻲ (ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ)، ﺑﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ – أصبح ﻛَﻤَﺎ ﺍﻟﺤﺞ – ﻟﻤﻦ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼً، ولهذا تتّسع دوائر الرسوب والتسرُّب وﺍﻷﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ.. فالتعليم العام يجب أن يصبح مَجّاناً في الواقع، وليس في الشعارات والخُطب والمُؤتمرات، وهذا لن يتحقق بلا إرادة سياسية، وإصلاح البيئة المدرسية، بحيث لا تصل نسبة الرسوب هذا الرقم، بحاجة إلى نهضة تشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية..!!
:: وعلى كل حال، (الجفلن خلهن واقرعوا الواقفات)، أي لكي لا تتضاعف نسبة الرسوب، كفى تعطيلاً وتأجيلاً، ولن يكون في الإمكان أفضل مما كان.. افتحوا المدارس، وتعلّموا من درس هذا العام بأن الإصلاح الشامل في كل مناحي الحياة، بما فيها قطاع التعليم، يبدأ بالتخطيط، وليس بالخطب الثورية.. فالتعليم بحاجة إلى منهج مثالي، معلم مؤهل، تقويم مناسب، بيئة مدرسية صالحة، وكل هذا بحاجة إلى إرادة سياسية تُتقن التخطيط والتمويل..!!