عقبات تواجه الموسم الشتوي بمشاريع غرب أم درمان
صاحب مشروع: الذين يديرون العملية الزراعية لا يعرفون شيئاً عن الزراعة
رصد: محيي الدين شجر
عقبات جمة تواجه المزارعين بالمشاريع الزراعية غرب أم أمدرمان ومصاعب كثيرة يواجهونها حتى تظن أن الزراعة لا تمثل أولوية لدى الدولة السودانية..
ولقد تطرق عدد من المزارعين بغرب أمدرمان إلى مشاكل تهدد الموسم الشتوي الذي شارف على الانتهاء دون أن يحصدوا شيئاً بسبب العقبات التي اعترضتهم، وقالوا إن ارتفاع كبير ستشهده أسواق الخضروات في العاصمة نتيجة لتلك الصعوبات التي حدّت من التوسع في الزراعة ..
وقالوا إن أبرز العقبات التي تعترضهم هذه الأيام عقبة الجازولين غير المتوفر، حيث فشلت الدولة في توفيره .
وقال لـ (الصيحة) المزارع سمير محمد احمد أنه يزرع بمشروعه الكبير (مشروع أسوت للإنتاج الزراعي والحيواني) 3000 شجرة منقا و2000 شجرة قريب فروت و2000 شجرة ليمون وأنه يزرع كذلك 32 فدان طماطم و10 أفدنة بصل ويزرع بطاطس وكوسة في مساحة كلية تبلغ 133 فداناً.
وقال: توجد بالمشروع أربع آبار وثلاثة مولدات، ورغم ذلك يعاني من عدم استقرار التيار الكهربائي لوجود قطوعات مبرجة، وبعض المزروع يحتاج إلى الري في اليوم مرتين حسب رأي المهندسين والخبراء المصريين بالمشروع.
وأاوضح أن التربة بمنطقة غرب أم درمان شبه رملية وتحتاج إلى مياه بصورة يومية بالذات الخضروات في حين تحتاج الأشجار إلى الري يوماً بعد يوم.
وقال إنه تقدم بشكوى لعدم استلامه حصته من الجازولين، وكان رد اللجنة أن المشاريع الزراعية التي بها كهرباء لا تحتاج إلى جاز. وأضاف قائلاً إن رد اللجنة يعني أنه لا يوجد شخص واحد في هذه اللجنة يمارس الزراعة.. وليس لديه فدان واحد.. وإنهم بعيدون كل البعد عن الواقع وعن مشاكل المزارعين.
وقال إنهم يتحدثون وكأنما الكهرباء مستقرة.. ولا توجد قطوعات.. وحتى إن كان لا توجد قطوعات فهناك أعطال ومشاكل تحدث في الكهرباء كمثال أنا لدي محول كهرباء وتعطل في شهر يوليوالماضي، وقمنا بتبليغ الكهرباء وحضر الشخص الفني بعد 10 أيام وأفاد أن المحول يجب نقله إلى ورشة الكهرباء بكوبر، وتم ترحيل المحول عبر موظفي الكهرباء وبقي المحول بالورشة 15 يوماً أخرى بعدها أفادونا بعدم وجود محول بديل وعلينا الانتظار إلى حين وصول المولدات الجديدة، وانتظرنا 12 يوماً أخرى وكان أن انتظرنا ثلاثة أشهر كاملة حتى وصل المولد الجديد، وفي تلك الفترة كنا نستخدم المولدات حتى لا يموت الزرع والمولدات تحتاج إلى جازولين فكيف يقولون إن الذين يستخدمون الكهرباء لا يستحقون الجازولين .
وقال سمير إن الزيادة التي طرأت على أسعار الكهرباء مؤخرًا ستؤدي إلى زيادة كلفة الزراعة بصورة كبيرة لأنها زيادة كبيرة، وكشف أن العداد الواحد يحتاج إلى كهرباء في حدود 15 ألف جنيه شهرياً لسحب طلمبة 40 حصاناً، وذكر أنه لا يوجد أي دعم للزراعة ولا دعم للبذور ولا دعم كهرباء ولا دعم للأسمدة ولا دعم للوقود، فإين دعم الزراعة الذي يتحدثون عنه صباحاً ومساءً.
من جانبه، استغرب المزارع عبد الله من حديث اللجنة بأن الذين يستخدمون الكهرباء لا يستحقون الجازولين، وقال إن الري بالتنقيط بالنسبة للأشجار يتم الري على يومين والخضروات يتم ريها يومياً مرتين خاصة الطماطم نسبة لأن أراضي غرب أم درمان تربتها شبه رملية وخاصة بعد الإثمار وقال إن الأراضي الطينية يمكن ريها كل ثلاثة أيام أو كل أربعة أيام بعد الإثمار..
واستفسرت “الصيحة” مسؤولاً بوزارة الزراعة ولاية الخرطوم، وأشار إلى وجود أكثر من 300 مشروع بغرب أم درمان ثلثها لا تتوافر لهم خدمة الكهرباء، وأشار إلى وجود قرار بأن تكون أولوية الجاز إلى المشروعات التي لا تستخدم الكهرباء، مبيناً أن هنالك شحاً في الجازولين بعد الشروع في صيانة المصفاة، وقال إن الجازولين كان مستقراً قبل الصيانة ..
هذا، وعلمت “الصيحة” بأن مدير الزراعة بمحلية أم درمان استلم شكوى من أحد المزارعين بعدم وصول الجازولين إلى مزرعته وكتب تقريرًا بوضعه لوزارة الزراعة بولاية الخرطوم إلا أنها رفضت اعتماد التقرير وأصرت على أن الذين يستخدمون الكهرباء لا يستحقون الجازولين رغم برمجة الكهرباء ..
كما أشار المزارع (ع/ م ) إلى وجود مشاكل أخرى تتمثل في نقل المحاصيلن مبيناً أن عربات النقل ترفض نقل أي محصول إلا إذا قام صاحب المحصول بتوفير الجازولين لها، مبيناً أن زيادة أسعار الجازولين أدت إلى ارتفاع قيمة المحاصيل، متوقعاً ارتفاعاً كبيراً في الأسعار.