تباريح الهوى
محمد البحاري
الموصلي و”الفيلهارموني”!!
في اعتقاد الجميع أن كل لقاء غير مخطط له وجاء بمحض الصدفة يكون دائمًا هو الأجمل أن تجمعك الصدفة من الصباح مع الموسيقار (يوسف الموصلي) والصحفي الكبير (سراج الدين مصطفى) وجمال الصدفة أن تكون بـ(دار الخرطوم جنوب) بكل تأكيد أنه يوم متفرد ومختلف في حضرة (الأمانى السندسية) وحديث شيق عن واقع الفن المستقبل والتحديات على وجه العموم وحديث عن برنامج (المايسترو) على وجه الخصوص..
هذا البرنامج الذي راهن عليه الموسيقار( الموصلي) فكسب الرهان بدون أدنى منازع وعمل على إظهار الأعمال الجديدة للفنانين والملحنين، وهنا تكمن الشخصية الفنية العميقة الإحساس للأستاذ (الموصلي) وثقته الكبيرة في أعماله الفنية فهو دائماً صاحب مبادرات فنية صعبة لا يقوم بها إلا من وثق فى مقدراته الإبداعية والفنية..
محبة الموصلي في تعلم الموسيقى قاده للالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، (تأليف وتوزيع) ونال الماجستير كونسرفتوار القاهرة، وماجستير من جامعة أيوا الامريكية في مجال تأليف الموسيقي الإلكترونية، وعاش الموصلي أكثر من 20 عاماً بالولايات المتحدة الأمريكية.
شارك الموصلي في العديد من الفعاليات والمهرجانات، حيث شارك في أوركسترا المعهد العالي للموسيقى والمسرح، ومن الأغنيات التي شارك بها (رسالة إلى أمي) غناء سمية حسن، وينك انتي.
بحكم شغفه بالموسيقى، اتجه الموصلي إلى التدريس، حيث عمل مدرساً بمدرسة الخرطوم العليا والمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وله مركز الموصلي للموسيقى (الولايات المتحدة الامريكية)، وعمل الموصلي في العديد من المجالات، حيث عمل مديراً لشركة جواهر للإنتاج الفني، وعمل مديراً فنياً لشركة حصاد للإنتاج الفني.. وهو كذلك قاد أوركسترا الفرقة الماسية لـ(أحمد فؤاد حسن) بجمهورية مصر مع الفنان الراحل أحمد الجابري باستوديوهات الإذاعة المصرية وأيضا له أغنيات مشتركة مع الفنان عبد اللطيف التلباني، والفنانة زينب يونس، وإيمان الطوخي، كما شارك في أغنية الطفل الثالث مع مصطفى سيد أحمد، ومحمد وردي.
كل الفنانين يخشون التجارب الجديدة إلا الموسيقار (يوسف الموصلى) يبحث عنها ويراهن عليها منذ بداياته إلى الآن وكيف راهن على أغنية ( فرحانة بيك كل النجوم) للفنان (علي السقيد) فصارت ملء السمع والبصر وله تجارب عديدة ومتفردة في الألحان والتوزيع الموسيقي مع كبار الفنانين (قلت أرحل) رائعة الفنان الراحل (وردي) وله تجارب ثرة مع (شركة حصاد) للإنتاج الفني التي تربعت على عرش شركات الكاسيت في تلك الفترة بمجهودات الموسيقار (الموصلي) الإبداعية ولمساته الفنية.. كذلك له تجارب مع الراحل (مصطفى سيد أحمد) والراحل (محمود عبد العزيز)..
أما رهانه الحالي على كورال (الخرطوم الفيلهارموني).. فهو رهان أدخله حلبة المصارعة مع (كورال كلية الموسيقى والدراما) مع خصم شرس في البناء الجسمي لكنه خاوٍ من الداخل لأنه ما زال في خانة من يخشى التجارب الجديدة فعاش في ظل الترديد للقديم مع وضع بعض اللمسات والمعالجات اللحنية والفيديو كليب ..
فى المقابل نجد الموسيقار (الموصلي) لاعباً يجيد فن المراوغة ويلعب جيد جدا في الزمن الرسمي والضائع..