تحليل وتذوق
عبد العزيز خطاب
العلاقة المهنية بين الفنان ومدير أعماله
العلاقات المهنية التي تجمع بين الفنان ومدير أعماله والانتقال إلى الاحتراف التام من خلال تنظيم هذه العلاقات في عقود قانونية موثقة.
وبحصول هذا التطور وتعدد انشغالات الفنان (تحضير الأغاني وإصدارها وتسويقها، تصويرالفيديو كليب، إحياء الحفلات، المشاركة في البرامج التلفزيونية والإذاعية، الإعلانات، المشاركات الخارجية الخ…)، كان لا بد للمحترفين منهم الاستعانة بشخص متخصص في إدارة الأعمال لمعاونتهم، ومساعدتهم على تنظيم شؤونهم الفنية كافة.
إن وجود مدير الأعمال في حياة الفنان المحترف أضحى من الأولويات، حيث أن البعض أصبح يتساءل عن مدى إمكانية تطور الفنان مهنياً في غياب مدير أعمال ناجح.
إن مهنة إدارة الأعمال الفنية هي أكثر من مهنة إدارية بحتة. فمدير الأعمال يجب أن يتمتع بصفات عدة وبخبرة واسعة وبثقافة عالية (في مختلف المجالات بخاصة الفنية والموسيقية والتسويقية والإدارية وحتى المالية والقانونية)، وأكثر من ذلك، عليه أن يتمتع بحس فني مميز إذ بإمكان مدير الأعمال أن يدفع الفنان نحو النجومية بالسرعة نفسها التي يمكنه أن يدفعه إلى الفشل.
يعتبر اختيار مدير الأعمال من أهم الخيارات التي يتخذها الفنان، وتؤثر سلباً أو إيجاباً على مسيرته الفنية، نظراً لأهمية الدور الذي يلعبه، بخاصة لجهة التخطيط لمستقبل الفنان على المدى الطويل ويجب أن يتمتع بمواصفات وخبرات فنية معينة، تؤهله للقيام بالمهمات العديدة والمتشعبة الملقاة على عاتقه.
العلاقة التي تجمع بين الفنان ومدير الأعمال يجب أن تكون منظمة بوضوح بموجب عقد قانوني يوقعه الطرفان وينص على الحقوق والموجبات الملقاة على عاتق كل منهما ويحدد الصلاحيات العائدة لمدير الأعمال، تجنباً لحصول أي نزاع بينهما.
يقع على عاتق مدير الأعمال الاهتمام بالنواحي الإدارية اليومية المتعلقة بعمل الفنان إضافة إلى السعي لتطوير وتحسين أداء الفنان وتسويق أعماله وتحسين صورته. وعليه أن يضع خبراته ومعرفته وعلاقاته الفنية والإعلامية بالإضافة إلى ما يملك من مهارات لإبراز صورة خاصة ومميزة عن الفنان ولتطوير وتحسين هذه الصورة. ويكون على مدير الأعمال أيضاً أن يتفاوض نيابة عن الفنان في جميع العقود الفنية والإعلانية، لتأمين أفضل الشروط التعاقدية لصالح الفنان بما يراعي مصالحه، وعليه أن يعنى بذلك عناية فائقة، وعليه تبعاً لذلك رفض أي عرض قد يسيء إلى التطور الفني للفنان. وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية حسن اختيار مدير الأعمال الذي عليه رفض عروض قد تدّر على الفنان بعض الأموال، حفاظاً على صورة وتطور الفنان، وأيضاً غالباً ما ينصح الفنانون بإعطاء حق توقيع محدد لمدير الأعمال بالنسبة للعقود ذات الأجل القصير فقط (كعقد متعلق بحفلة غنائية أو إعلان.. الخ …). أما العقود الأخرى كالتنازل لمدة طويلة، فمن المستحسن توقيع الفنان بنفسه على مثل هذه العقود، حماية لمصالحه، وحفاظاً على مسؤولية مدير الأعمال.
وضمن ملاحقة الأعمال الفنية، على مدير الأعمال اختيار الأشخاص الذين لهم صلة بأعمال الفنان وأيضاً يهتم بمتابعة اختيار الكلمات والألحان من الشعراء والملحنين والموزعين وشركات الإنتاج والناشرين الموسيقيين والعقود غير الفنية والداخلة في إطار أعمال الفنان كاختيار المحامين وما يخص العقود ذات المردود المالي، كذلك بالنسبة للحفلات الخيرية أو المهرجانات ذات الطابع الإعلاني أو الخيري.
وبشكل عام يهتم بمراجعة كل العروض الفنية بمفهومها الواسع (حفلات موسيقية، مهرجانات، برامج تلفزيونية، إعلانات، استثمار صورة الفنان تجارياً.. الخ ….).
على مدير الأعمال أن يسعى لتأمين الدعاية الضرورية واللائقة بالفنان، وذلك من أجل تسويق أعماله الفنية والاهتمام بحملاته الإعلانية كافة وعلاقاته العامة وعليه أن يشرف على الموقع الإلكتروني الخاص بالفنان لمنع أي استغلال من شخص آخر وتطويره، وحماية اسم موقعه. إضافة إلى ذلك، عليه الاهتمام بالحفاظ على صورة الفنان بالوسائل كافة، كتسجيل اسم الفنان كعلامة فارقة لاستغلالها تجارياً.
كما يلتزم مدير الأعمال بأن يقدم النصائح باعتباره المستشار الفني للفنان وأن يبدي رأيه في أعماله الفنية كافة من أي نوع كانت، وله تبعاً لذلك أن يعاون الفنان في اختيار الأنسب من الأعمال الأدبية والفنية والموسيقية وبكل ما يتعلق بحياته المهنية بشكل عام.
وعليه أيضاً أن يحرص على تنفيذ العقود الفنية كما تم الاتفاق عليها وذلك تأميناً لمصالح الفنان.
وبهذا سيتطور الفنان والفنون بالإدارة المتخصصة فعلم الإدارة تخصص متطور مواكب لحداثة علوم العصر.