الخرطوم/ نجدة بشارة
الكثير من المستجدات على الساحة السياسية في الفترة الأخيرة دفعت إلى خروج الكثير من الهواء الساخن.. من داخل مكتب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك.
حيث نشطت وسائل التواصل الاجتماعي في نقل ونشر التراشقات والمواجهات العلنية بين مستشاري د. حمدوك.. وقيادي بارز بتجمع المهنيين، وذلك بعد الهجوم الشرس الذي تعرض له د. حمدوك في الآونة الأخيرة، نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تعانيها البلاد، إلى جانب اتخاذه بعض القرارات التي جلبت عليه سخط شركاء الأمس وأعداء اليوم.
فبعد الهجوم الذي تعرض له حمدوك ومستشاروه من قبل مدير المناهج والبحث التربوي المستقيل د. عمر القراي، ووزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، خرج المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، فايز السليك ليوضح الكثير من الحقائق، لكن القيادي بتجمع المهنيين إسماعيل التاج دخل إلى دائرة المواجهة ووصف مكتب حمدوك بـ (عش الدبابير)، الأمر الذي دفع السليك للرد عليه مكرهاً، بينما يتساءل متابعون عن حقيقة ما يجري مع مستشاري د. حمدوك ؟ وما الذي فتح عليهم النيران؟
مستشار “أوفيس بوي”
والترجمة للمعنى (مراسلة المكتب)، هكذا وصف مصدر ذو صلة وقيادي بارز ــ فضل حجب اسمه ــ أحد مستشاري مكتب د. حمدوك ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ بأنه كان وحتى وقت قريب لسقوط النظام البائد كان مجرد نكرة وليس له دور واضح في المعارضة.. وكان المستشار الحالي أو ( الأوفيس بوي) كما يسميه يجلس في الاجتماعات السياسية التي كانت تقوم بها المعارضة مثلاً في أوغندا وأسمرا، يجلس في الصفوف الخلفية كـ(أوفيس بوي) يقدم خدمات لشلة الاجتماع ولا يؤخذ له برأي، ولم يكن له تاريخ نضالي واضح.. لكن حالياً نصّب نفسه مناضلاً وثورياً وهذا إفك في إفك.
وكشف المصدر حقائق عن لمستشار المعني، حيث أكد انه سيواجه إجراءات قانونية قريباً بسبب قضية بدأت في العام 2017م في اجتماع جمعية عمومية تأسيسية لجمعية (….) وتم انتخاب بروفيسور رئيساً للجمعية ودكتور أميناً عاماً لها. وحدث أن سافر رئيس الجمعية مستشفياً إلى ألمانيا وترك أوراق الجمعية بعهدته.. لكن المستشار الحالي والذي كان عضواً بالجمعية استحوذ على الأوراق وسجل الجمعية باسمه وبدأ في ممارسة أنشطتها وقدمت له مساعدات ضخمة أغدق منها على نفسه وأصحابه عندما كان يقيم في القاهرة.
وأردف: بعد الثورة مهد له أحد أصحابه من المناضلين كان يقيم معه بالشقة، للدخول عبر بوابات مجلس الوزراء ليصبح فيه مستشارا.. وأكد المصدر أن هنالك إجراءات قانونية حالياً تحرك لمساءلته من قبل أعضاء الجمعية.
خروج للعلن
التراشقات بين السليك والتاج، لفتت الأنظار إلى طاقم مكتب رئيس الوزراء.. وعن خلفياتهم السياسية، وكيف تم تصعيدهم كمستشارين.. وأين كانوا قبل الثورة؟ والكثير من التساؤلات التي فجرها التاج عندما وصف المكتب بـ”عش الدبابير”..
هذه التساؤلات جعلت السليك يدافع وينافح عن المكتب في مقال لاذع قال فيه: ماذا تسمي شخصاً حين يصفك شاتماً “بأنك قادم من بلاد الصقيع، بينما أتى هو من بلادٍ تموت من البرد حيتانها على حد تعبير أديبنا الطيب صالح، وللمفارقة حين سافر الرجل إلى هناك اختار ذلك “خياراً شخصياً” لا سياسياً، لأنني لم أسمع له بتاريخ أو موقف إلا بعد عام 2014.
وأردف: (باتصالي هاتفياً مع إسماعيل التاج، أدركت أحد أسباب أزمة تجمع المهنيين، وهو الناطق باسمه، فالرجل القانوني تغيب عليه معرفة الهياكل وعمل المؤسسات. والرجل القاضي لا يدقق في المعلومات، ولا يدرك كيف يجمع الحيثيات، بل بكل خفة يعتمد على بينة من شاكلة (الدليل قالوا لي)!. وقال مراقبون للمشهد السياسي أن ظهور مستشاري حمدوك بهذه الكثافة يكشف محاولاتهم المستميتة للخروج للعلن بعد أن ظلوا في الظل داخل المكاتب المغلقة منذ تشكيل الحكومة.
حملة تشويه
من جهته، اتهم المحلل السياسي د. عبد الرحمن أبوخريس بقيادة حملة ممنهجة للطعن في خبرات مستشاري مكتب د. حمدوك بصورة مقصودة وممنهجة ليعكسوا صورة شائهة عن (جراب رأي) الدولة ومطبخ قراراتها، وبالتالي الحملة يقصد بها المستشارون أولاً ود. حمدوك ثانياً، وقال: إن المستشارين الحاليين تم اختيارهم من قبل الحرية والتغيير الحاضنة السياسية التي تشكلت منها حكومة الثورة، وبالتالي هم مصدر ثقة لدى الإئتلاف الحاكم، وبالتأكيد لكل مسئول بواطن قصور والكمال لله.. والنقد حق ديمقراطي، ولكن تجمع المهنيين من التيار المنجرف خلف أحد أحزاب الحرية والتغيير وهو الحزب الشيوعي.. ويسعى لتشكيل رأي مضاد للتشكيك في رجال حمدوك مع اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة حتى يتم استبعاد الطاقم الحالي وإعطاؤهم فرصة للجلوس على مقاعدهم.. وهي لعبة للكراسي ــ إن جاز التعبير.