الطاهر ساتي يكتب : احذروا هذا الفخ..!!
:: فيما يلتزم سفير السودان بأديس أبابا، جمال الشيخ بآداب الدبلوماسية الحكيمة والمسؤولة، يرتكب سفير إثيوبيا بالسودان الحماقة بإطلاق تصريحات غير مسؤولة، والتي قد تعكر صفو العلاقات بين البلدين (أكتر من كدا).. وعلى سبيل المثال، يوم أمس، وللمرة الثانية، سرق السفير الإثيوبي بالخرطوم المنصة الإعلامية من المفوضية القومية للحدود، وأرسل عبرها رسائل مستفزة..!!
:: وقبل شهر تقريباً، كانت الندوة عن العلاقات بين البلدين على ما يحدث في الحدود، وقد تحدث الجميع عن العلاقة ما بين الدولتين الجارتين حديثاً طيباً، وطالبوا الحكومتين بحماية الحدود – من العصابات والمهربين – وتنميتها بالمشاريع المشتركة والتجارة وبكل ما يحقق الاستقرار للمجتمعات الحدودية بالسودان وإثيوبيا.. رغم ما يحدث في الحدود، التزم كل المتحدثين بالدبلوماسية، ما عدا السفير الإثيوبي الذي تعمّد إرسال رسائل مستفزة..!!
:: من الخطأ دعوة هذا السفير إلى المناسبات السودانية، ومن الخطأ أن يعتلي منصات الندوات ومنابر الإعلام السوداني، ومن الخطأ ألا يجد الاستدعاء والمساءلة من قِبل الخارجية السودانية.. فالجيش خط أحمر، وشعبنا يؤمن بأن القضية التي أجبرت جيشنا على خوض المعارك على الحدود الإثيوبية (قضية عادلة)، ولذلك يقف معه في (خندق واحد)، وهو خندق الدفاع عن البلاد واسترداد أرضها والسيطرة على كامل الحدود..!!
:: ما كنا نتمنى ذلك، فالفطرة السليمة للإنسان ترفض الحرب، ولكن حين تكون دفاعاً عن الأرض فهي (حرب عادلة)، وقادر شعبنا وجيشنا على خوض كل الحروب العادلة، مهما كان حجم التضحيات.. وصبرنا كثيراً على مزاعم الحكومة الإثيوبية التي ظلت تلقي اللوم على ما أسمتها بالمليشيات و(الشفتة)، وصدقنا هذه المزاعم إلى أن تفاجأت قواتنا المسلحة بأنها تقاتل جيشاً محتلاً، وليس مجرد مليشيات..!!
:: والسفير الإثيوبي – الذي لا يعترف بالحدود – لا يعلم بأن حدود السودان التاريخية كانت أبعد مما هي عليها الآن، وكانت حدها الهضاب، وأن مناطق بني شنقول – بما فيها من ذهب وسد – كانت تقع داخل حدود السودان التاريخية، ومن السهل إثارة غبارها والتواصل مع سكانها، وخاصة أنهم بعض (بني جلدتنا).. فليحترس السفير الإثيوبي بالخرطوم، ويحذر غضب شعب لم يبخل على شعبه بالغذاء والكساء والدواء والملاذ طوال سنوات بطش الأنظمة..!!
:: ثم هناك دول – يصفها البعض بالصديقة والبعض الآخر بالشقيقة – قد تسعى لتكبيل جيشنا بحيث لا يفرض سيطرته على كامل حدودنا، وذلك بطرح مبادرات وتصريحات (مُريبة).. على الحكومة أن تكون على قدر عالٍ من اليقظة والانتباهة، فالأرض السودانية – بالفشقة – ليست منطقة نزاعٍ، بحيث يكون هناك تفاوض مع إثيوبيا.. فلتحذر الحكومة فخ الوقوع في براثن المفاوضات حول ملكية الفشقة..!!
:: هي أرض سودانية، ويجب تحريرها بالكامل، ثم السيطرة على كامل حدودها.. وعلى هذه الدول الساعية إلى تكبيل قواتنا المسلحة أن تعلم بأن هناك اتفاقاً على المرجعيات والخرائط التي تثبت ملكية السودان لمناطق الفشقة، ولم تزعم الأنظمة التي تعاقبت على حكم إثيوبيا – طوال العقود الفائتة – بتبعية هذه المنطقة، بما فيها حكومة آبي أحمد التي تتلكأ في وضع علامات الحدود وتُراوغ..!!