صلاح الدين عووضة يكتب : ثــورة بــس !!
وتاني وتالت..
ورابع إن لزم الأمر..
فقد صبرنا على الإنقاذ ثلاثين عاماً؛ وعشنا على أمل أن القادم أحلى..
وذهبت الإنقاذ… ولم يَأتِ الأحلى..
بل فُوجئنا بأن الإنقاذ هذه ما زالت باقية؛ بعبثها… وبذخها… وفشلها… وسوئها..
وبانعدام إحساسها بالناس… وعذاباتهم..
ثورة اندلعت… ودماء سالت… وشباب فُقدوا… وبنات اُغتصبن؛ لنستبدل إنقاذاً بإنقاذ..
لا راحة بال… لا وفرة مال… لا بارقة أمل في المآل..
معاناة منذ الصباح وحتى المساء؛ مع الخبز… مع الوقود… مع الغاز… مع السوق..
جنيه يترنح كل يوم أمام الدولار؛ حتى لم تعد له قيمة..
أو ربما ما بقي له من قيمة (تافهة) أكبر بكثير مما بقي للشعب من قيمة… في نظر الحكومة..
فحكومة حمدوك لا تعير المُواطن التفاتاً.. أصلاً..
لا تبالي به… لا تشعر به… لا تكترث به… لا يعني عندها شيئاً بالمرة..
أو ربما هو في نظرها مُجرّد (جيب)؛ تلجأ إليه كلما تسبب فشلها في مزيد من العجز..
العجز المالي لمُواجهة الصرف على نفسها..
فهي لا تصرف إلا على ذاتها… على أفرادها… على سفرياتها… على نثريات عائشة وإخوانها..
وأصدق دليل على ذلك ميزانية هبة الأخيرة المخادعة..
فإن لم تكن وزيرة المالية المكلفة هذه مخدوعة فموازنتها خادعة… ومخادعة… وبنت خداع..
وصدقت – هبة – حين وصفت الفترة الانتقالية بالانتقامية..
صدقت وإن كانت زلة لسان من جانبها… تحت تأثير كلمتنا بعنوان (الانتقامية)؛ قبل أيام..
ثم هي ميزانية تشبه (بيه) الإنقاذ… و(تزيد عليه)..
فالصرف المهول على الأمن هو ذاته… والصرف السفهي على (البهوات) هو ذاته..
ثم الصرف (الشيلوكي) على الصحة والتعليم والخدمات هو ذاته..
وصفة الشيلوكي هنا نسبة إلى شيلوك؛ اليهودي الشحيح في رواية تاجر البندقية لشكسبير..
والدولار قَفز أمس قَفزة جُنونية – أخرى – في مقابل الجنيه..
وقفزت لقفزته – ومعها – أسعار كل شيء؛ واستحالت الحياة إلى جحيم لا يُطاق..
سيما مع الانقطاع المتواصل – والسخيف – للكهرباء..
هذه الكهرباء التي زادت أسعارها أيضاً… وبنسبة خرافية بلغت نحو (500%)..
ثم أيضاً – كحال الخبز والوقود – بقي الوضع كما هو..
فهل – بالله عليكم – رأيتم حكومة كهذه في حياتكم؟… في العالم كله لا السودان وحده؟..
ولهذا – ومن أجل هذا – وجبت الثورة… ثورة تصحيح المسار..
ولا يخدعوكم بحكاية انتظار الحكومة الجديدة… وموال القادم أحلى..
فالقادم إن كان هو هذا الذي يبشرنا بالأسماء التي رشحت فـ(الترابة دي في خشومنا)..
ولا عجب؛ فكذلك هي المُحاصصات… والترضيات… والمُوازنات..
لن تأتي لكم إلا بأشباه مدني… والبوشي… ولينا… وعائشة… و(بتاع القطوعات ده)..
ثـــورة بـــس !!.