احتجاز (نعمات) قسرياً لأيام بإحدى الولايات ومحاولات لإبطال زواجها
الخرطوم: علي البصير
قبل أن تهدأ موجة الضجة التي أثارتها (إ) بزواجها من شاب في دولة جنوب السودان، إلا وفجّر الشاب (أحمد) مفاجأة أخرى، بزواجه من (نعمات).. فوارق كبيرة بين القصتين، إذ يُبرّر والد (إ) لرفضه زوج ابنته بأنه استند في ما هو معناه (من ارتضيتم خلقه ودينه فزوّجوه)، أما والد (نعمات) فكانت منطلقاته بحسب ما ورد على لسان ابنته تنطلق من نظرة عنصربة وجهوية، إضافة إلى ذلك فقد تم زواجها في منزلها وبموافقة والدتها وشهود.. وهي قصة عاطفية تداخلت حولها كثير من التقاطعات التي وصلت التهديد بالقتل وإثارة الكراهية والنعرات القبلية والجهوية…
(حوادث وقضايا) وقفت على تفاصيل دقيقة لواحدة من أخطر جرائم مُمسكات النسيج الاجتماعي.
*مناشدة مجتمعية
*ظهر تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للشاب (أحمد) وخلفه زوجته (نعمات)، وناشدا المجتمع بدعمهما والوقوف إلى جانبهما بعدما أُغلِقت الأبوابُ أمامها ووصل إلى درجة اختفاء زوجته والذهاب بها لجهة غير معلومة، إلا أنه تمكّن من إرجاعها وسجّل مقطعاً تم تداوله على نطاق واسع محققاً رقماً قياسياً من المشاهدات التي بلغت في أقل من (48) ساعة أكثر من (15) ألف مشاهدة، وقال: (هذه زوجتي على سنة الله ورسولة، وهذا الفيديو رسالة للمجتمع، فقد أجريت مراسم الزواج في منزلهم بعد أن تقدّمت لها، ووجدتُ ووالدتها التي وافقت، لأنها هي من أحسنت تربيتها، بعدها واجهتني إشكالات كالتي تحدُث في السودان، وأريد توصيل هذه الرسالة لأهل والدها، عبر وسائط التواصل.
وقال: بعد الزواج بأربعة أيام جاء والدها وأخوها وأخذاها لمنطقة بإحدى الولايات، وانقطع تواصُلي معها، إلا أنها خاطرت وتمكّنت من التواصُل معي وعرفت مكانها، وأرجعتها لبيتها، وسألتها لماذا يرفض والدك؟ قالت إنه رفض لأنه عرف أصلي، وواصل حديثه عبر اللايف بعد إشهار قسيمة الزواج، وقال: رسالتي أن تدعموا أختكم (نعمات) وأن تجبروا خاطرها، وأنا شاب أطلب من الأصدقاء دعمنا والوقوف معنا فلمثل هذه الإشكالات خرجنا نُنادي بالحرية والسلام والعدالة.
أيضاً تحدثت الزوجة (نعمات) وقالت: تزوجت على سنة الله ورسولة، وتقدم هو إليَّ بالباب، وكنت موافقة وبرضا أمي، ولأهلي مشكلة (إنت لونك شنو؟ ومن وين؟ وانت جنسك شنو؟)، فقد تم العقد في منزلي وبشهود.
*إجراءات قانونية
عاد الزوجان لمنزلهما، لتبدأ لهما تفاصيل أخرى أكثر مأساة وعنفاً وتعنيفاً، فانهالت على (أحمد) مكالمات ذات طابع عنصري وإساءات وصفها بالبالغة والمهنية وتطورت لحد التهديد بالقتل، ما قاده لاتخاذ إجراءات قانونية بشأن تلك التهديدات وتوجّه للشرطة ودون بلاغاً بموجب عريضة من النيابة والتي وجهت تهماً تحت المواد (١٦٠/٦٤/١٤٤ ق ج) في البلاغ رقم (٥١٧) وقال: المتهمين قاموا بإرهابه والإساءة له وقاموا بوصفة بعبارة (عنصرية) مثيرين بذلك الكراهية ضد الطوائف بسبب اختلاف اللون والعرق وكان ذلك بالخرطوم، وسرد في بلاغه تفاصيل جديدة حول علاقته بزوجته التي تعرف عليها في إحدى كورسات اللغة الإنجيلزية، وتوجت هذه العلاقة بأن تقدّم لأسرتها (والدتها) طالباً يدها، وقد علم منها بأنها هي من قامت بتربية ابنتها بعد أن انفصل عنها والدها وهي في عمر الأربعة أشهر، وقد وافقت والدتها على الزواج منها، وبناء على ذلك قام بعقد قرانه عليها بمنزل أسرتها بالكلاكلة، بعد ذلك قامت والدتها بالاتصال على أهلها بمنطقة في إحدى الولايات المجاورة وأخبرتهم بإكمال مراسم العقد، وقد قام أهلها بالحضور إلى للخرطوم وأخذ الفتاة رافضين زواجها منه بحجة لونه وجنسه، وذكر (أحمد) بأنه علم بهذه التفاصيل من زوجته التي اتصلت عليه هاتفياً وأخبرته بذلك، وعلم منها بأن أهلها بصدد عقد قرانها على شخص آخر، وأفاد بأنه بعد أن قام بالاتصال على أهلها أخبروه بأن عقده على ابنتهم باطل، وأفاد بأنه بعد الاتفاق مع زوجته ذهب إلى المنطقة التي تم احتجاز زوجته فيها، وقام دون علم أهلها بإحضارها إلى بيت الزوجية، وتلقى بعد ذلك مكالمات تُهدِّده بالقتل، فباشرت الشرطة إجراءاتها في وقت ناشَد فيه (أحمد) عبر (حوادث وقضايا) المجتمع المدني بدعمه والوقوف إلى جانبه.