تحركات الحدود.. أثيوبيا والسودان من يخمد الشرارة؟
تقرير/ نجدة بشارة
تداولت منصات التواصل الاجتماعي بكثافة أمس السبت معلومات تفيد بتحركات وحشود كبيرة لقوات إثيوبية على الحدود بين السودان وأثيوبيا، ونقلت وكالات عن مصادر عسكرية أفادت رصد تحركات لقوات تابعة للجيش الأثيوبي على الشريط الحدودي، وتوقعات بحدوث مواجهة بين الجيشين، وأن الجيش السوداني على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم محتمل.
ورصدت ذات المصادر عدداً من الخلايا الاستخباراتية الأثيوبية داخل الأراضي السودانية تقوم بمد جيشها بمعلومات حساسة حسب ما ورد، وبينما تتصاعد التوترات والوضع ينذر على الحدود بالمواجهة بين الجيش السوداني والأثيوبي واحتمال اشتعال الحرب.. ويتساءل العقلاء من الجانبين عن من يطفئ شعلة اللهب قبل الاندلاع؟
ما وراء الأحداث
في ذات الوقت، ذكرت الحكومة السودانية في بيان صادر عن الخارجية، أن وكيل وزارة الخارجية محمد شريف، اجتمع مع السفير الإثيوبي يبلتال أميرو، في الخرطوم، واتفقا على إجراء مباحثات حول علاقات البلدين، وترتيبات عقد الجولة الثانية للجنة العليا الحدودية المشتركة بين البلدين.. ويرى خبراء ومحللون أن هذه الجولة قد تقود إلى تهدئة النفوس وإيجاد حلول إسعافية تمنع أي احتكاكات محتملة بين الجيشين. وكانت الخرطوم قد أعلنت نهاية ديسمبر الماضي، سيطرة الجيش السوداني على كامل الأراضي الحدودية التي تسيطر عليها قوات إثيوبية يطلق عليها «ميليشيات شفتة»، وأنه قام بطردها بقوة السلاح، ووجه اتهامات إلى القوات الفيدرالية الإثيوبية بدعمها.
وفشلت الجولة الأولى للجنة العليا للحدود، التي ترأسها من الجانب السوداني وزير شؤون مجلس الوزراء عمر مانيس، ومن الجانب الإثيوبي نائب رئيس الوزراء دمقي مكونن، في الخرطوم 24 ديسمبر الماضي، وتمسك الجانب السوداني خلال الاجتماعات بعدم إعادة التفاوض والاكتفاء بالاتفاق على «وضع العلامات الحدودية»، فيما تمسك الجانب الإثيوبي بإعادة التفاوض على ترسيم الحدود مجدداً، واكتفى الطرفان برفع تقاريرهما لقادة الدولتين للوصول لحلول دبلوماسية، كما ذكر بيان صدر في ختام المباحثات.
بداية التوتر
منذ نحو ربع قرن يسيطر إثيوبيون ينتمون لقومية «أمهرا» على أراضي منطقتي الفشقة «الصغرى والكبرى»، التي تعد من أخصب الأراضي الزراعية في السودان، تحت حماية «ميليشيات أمهرا» وعصابات «شفتة»، بعد أن طردت السكان المحليين بالقوة، في ظل «تهاون» وتفريط الحكومة السابقة عن توفير الحماية لهم، بيد أن الجيش السوداني شن هجمات عسكرية على قوات أمهرا المدعومة من الجيش الإثيوبي وطردها إلى حدود إثيوبيا الدولية، وذلك بعد تعرض قواته لكمين نفّذته قوات إثيوبية راح ضحيته عدد من الأفراد بينهم ضابط.
استعدادات الجيش
ونقل رئيس اللجنة التمهيدية للمبادرة القومية الشعبية لدعم الجيش والقيادي بشرق السودان مبارك النور في حديثه لـ(الصيحة) توقعاته بصحة الأنباء المتواترة عن تحركات الجيش الأثيوبي على الحدود السودانية، وقال: إثيوبيا تطمع في هذه الأراضي ونتوقع أن تجيش وتعد عدتها وأن تهاجم.. لكن الجيش السوداني على أهبة الاستعداد الآن، وأردف: لن يفرط في شبر من أرض السودان، ولا أستبعد اشتعال الوضع في أي وقت، كما لا أستبعد وجود توغل للجيش الاثيوبي داخل الأراضي السودانية.. وأردف: لكن الاستعدادات هنا كبيرة ومطمئنة تم تحرير حوالي 70% من الأراضي الحدودية للسودان، وتبقت 30% ونقول لجيشنا هل من مزيد.
طمع إثيوبيا
وقال النور، إن أثيوبيا طامعة في الأراضي السودانية وضرب مثل (الأمر الهين بضيع الحق البين)، وقال إن الحكومات التي تعاقبت على السودان تعاملت مع الحدود بالهين وتساهلت.. وأردف: الآن أصبحنا أمام الأمر الواقع، صحيح الأثيوبيون جيراننا.. وإخوان لنا لكن الحق حق ولن نسكت عنه، وقال: ثقتنا في جيشنا قوية.. وأردفك خطونا خطوات حثيثة في المبادرة ونحن بصدد تكوين لجان وجيّشنا كل القبائل.. كما استقطبنا دعومات كبيرة من المغتربين وعدد كبير من القبائل السودانية.. ستذهب في شكل دعم معنوي ومادي بتسيير القوافل التي انطلقت فعلياً..
تصعيد جديد
في الأثناء، احتفل إقليم الأمهرة الأثيوبي، أمس السبت بوضع حجر الأساس لبناء سد إثيوبي جديد. وشارك في وضع حجر الأساس وزير المياه الأثيوبي وتأتي الخطوة الإثيوبية، في وقت تشهد فيه إثيوبيا خلافات مع السودان وتوترات على االحدود؛ وعبر خبير عسكري واستراتيجي عن مخاوفه من تحركات الجيش الأثيوبي على الحدود، وقال لـ(الصيحة) إن اندلاع أي مواجهة عسكرية في الوقت الراهن بين أثيوبيا والسودان ستسبب مزيداً من الضغط على السودان خاصة وأن البلاد تعيش ضغوطاً اقتصادية كبيرة، وأن الحرب ستكلف الدولة صرفاً وأعباء إضافية.. وتوقع أن تؤدي الجولة الثانية لمفاوضات الترسيم إلى طرح حلول مرضية للطرفين وتحقن الدماء.