بثينة خليل.. غادرت الدنيا وهي تحمل الكثير من الخبايا والأسرار
فشلت كل وسائل الإعلام في إجراء مقابلة صحفية معها
تقرير : سراج الدين مصطفى
(1)
بنفس الهدوء الذي كانت تتسم به.. رحلت السيدة بثينة خليلة أرملة الرئيس الأسبق جعفر نميري، غادرت الدنيا وهي تحمل معها الكثير من الخبايا والأسرار التي دُفنت معها، حيث فشلت كل وسائل الإعلام في استنطاقها لتخرج جزءاً من تاريخ السودان عاصرته وعايشته، بثينة خليل أبو الحسن.. أول من أطلق عليها لقب السيدة الأولى.. إنها حرم السيد.. الرئيس الأسبق الراحل جعفر محمد نميري..
ظلت سيرة السيدة بثينة غائبة عن بطن الكتب إلا من بعض شذرات متفرقة في الأسافير ورد في إحداها أنها من السيدات المميزات.. اللائي ينعمن بالحياء.. إنها إنسانة رقيقة.. رفيعة المستوى.. شخصية مهذبة ومتواضعة.. سيدة تجبرك على احترامها..
(2)
لم تفلح أي صحيفة في إجراء أي تحقيق معها, ذلك بعد مجلة “حواء” التي أجرت معها حواراً 28 مايو1981 في منتصف عهد ثورة مايو 1969 لكنها أغلقت أي طريق يوصل إليها الصحافة.. في يوم الجمعة 29 من مايو 2016 وفي برنامج يستعرض صحافة الأسبوع كان به الأساتذة عبد الحميد عوض المحرر العام بصحيفة السوداني.. ومالك طه نائب تحرير الرأي العام. وبعد أن استعرضت السيدة مقدمة البرنامج إحدى الصحف.. قالت إن هناك إحدى الصحفيات وكانت على موعد مع السيدة بثينة لعمل حوار بمناسبة انقلاب مايو.
سألت السيدة مقدمة البرنامج الأساتذة عن سبب صمت السيدة بثينة.. وهل صمتها نتيجة لوصية من زوجها الرئيس نميري؟ وما دورها وهي شاهدة على العصر؟؟؟.. قال الأستاذ مالك طه.. من ناحية، إذا كانت هناك وصية من زوجها, فمن حقها أن لا تتحدث.. وسألته ثانية لماذا الصمت أليس للتاريخ حق عليها؟
(3)
قال الأستاذ مالك طه.. أيضا التاريخ يطالبها بصفتها شاهدة على العصر.. إن السيدة بثينة لم تتحدث إلا في وقت سابق مع مجلة “حواء”.. وهي غير ميالة للتعامل مع الصحف والصحافة وإلا ما كانت لفترة طويلة دون أي حديث صحفي.. والسيدة بثينة ليس هناك ما يمنعها.. هي شخصية متعلمة ومثقفة ومتحضرة، وكانت لها سكرتيرة تلازمها هي الأستاذة.. فتحية عثمان صالح أرباب.. تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الآداب.. تجيد اللغة الفرنسية والألمانية والروسيية وبعد ذلك التحقت بوزارة الخارجية.. إذاً ليست هناك أي مشكلة تواجهها في إجراء أي نوع من الحوارات.. لكنها مثلها مثل الكثير من المشاهير.. والسياسيين الذين لا يحبون الحديث إلى الصحافة.. ويرون أنها تتدخل في خصوصياتهم..
(4)
السيدة بثينة طوال وجودها بمصر وكل إمكانيات الإعلام المصري لم تجر أي حديث معها.. وبعد أن استقرت بالسودان جاءت مجلة “زهرة الخليج” لإجراء حوار معها، لكن تم الاعتذار لهم من مكتب السيد الرئيس الأسبق المشير نميري.. وهذا ما أكده الأستاذ مكاوي أحمد الطاهر مدير مكتب السيد الرئيس.. مؤكد أنها لا تجري أي حوار .
(5)
كانت السيدة الأولى بثينة خليل تظهر بجانب الرئيس في المناسبات القومية والاحتفالات الرسمية.. وكثيراً ما تسافر معه خارج البلاد.. ولقد بحثت كثيرًا ولكني لم أجد حتى ذلك اللقاء الذي أجرته مجلة حواء.. كانت لها علاقات مميزة مع عدد من زوجات الرؤساء مثل جيهان السادات.. وسوزان مبارك.. وعلاقة مميزة مع الشيخة فاطمة حرم الشيخ زايد.. ورافقته في رحلاته للدول الأوروبية فى عهد ريغن وحرمه.. بوش الكبير.. ومجموعة من الرؤساء..