تحليل وتذوق
عبد العزيز خطاب
أهمية تعلم الطفل الموسيقى
يهب الله الإنسان حساً فنياً ومواهب عديدة، منها الفنية تستقيم قبولاً أو رفضاً غرائزياً بالفطرة، وتنمو بالمعرفة والاهتمام والرعاية.
الوعي بالحس الفني والمواهب الفنية من أساس إدراك المرء ذاته ومحيطه، ويتم بالتعبير الجمالي عن العواطف ونقل المعاني والمشاعر والأحاسيس إلى الآخرين بواسطة الأشكال أو الحركات أو الأصوات أو الألفاظ وعن طريق العمل الذي يتميز بالصنعة والمهارة، ويعبر الفن عن ذات الفرد وبيئته ويمثل بالتالي أحد أوجه التدوين الوثائقي لثقافة مجتمع ما وتمايزها.
القدرات الفنية تولد عند المرء فرحاً عميقاً وانفعالاً عاطفياً وإثارة نفسية تدعم فاعلية الفنون في التربية، وأن الممارسة المنهجية لتنمية القدرات الفنية تسير بالمتعلم إلى نمو متماسك لمختلف جوانب الشخصية وإلى اندماج المعارف المكتسبة بالإمكانات الذاتية.
تكتسب الفنون بما لا يقبل الجدل دوراً أساسياً في خطة نهوض تربوي تتوخى تنمية المتعلم كفرد وكعضو إيجابي في المجتمع، ويقصد بتعليم الفنون توسيع ثقافة المتعلم وتنمية قدراته على التعبير والمساهمة في تحقيق تكامل تكوينه العقلي والنفسي والسلوكي والاجتماعي بغية الوصول إلى تناغم بين المعرفة المجردة والتجربة المعاشة، من جهة، وبين إدراك الذات والوعي الاجتماعي من جهة أخرى.
تكتسب الموسيقى أهمية كبيرة تربوياً وتعليمياً، لأنها تسهم في تكامل عملية البناء التربوي والثقافي في كل تشعباتها الذاتية والوطنية والإنسانية .
هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أن جميع الأطفال يولدون مع استعداد وقدرة على استقبال الموسيقى والتجاوب معها. وتبين هذه الأبحاث أنه في حين يتولى مركز النطق في الجانب الأيسر من الدماغ التعامل مع الوظائف المختلفة للغة بكل تعقيداتها وتنوعها، فإن الجانب الأيمن من الدماغ يحتوي على مركز يختص بالتعامل مع الموسيقى.
ولهذا فإننا نجد في كثير من الحالات أن الأطفال الذين يواجهون صعوبات في النطق أو التعبير من خلال اللغة، لا يجدون صعوبة في استقبال الموسيقى والتجاوب معها بشكلٍ طبيعي.
إن الموسيقى وبحكم طبيعتها متعددة الأبعاد الذهنية والشعورية والاجتماعية والروحية، تستطيع أن تلعب دوراً مركزياً بالمساهمة في نمو الأطفال بشكل متكامل يحقق لهم حياة أفضل ووعياً أعمق لأنفسهم وللعالم من حولهم . وهي تشكل محطة مركزية للتعبير عند الطفل منذ ولادته.
دراسة الموسيقى تساعد الأطفال على تنمية الاستماع الواعي والذكي للموسيقى وبالتالي تطوير فهم أفضل وتمييز للكيفية التي تستخدم فيها الأصوات والبنى الموسيقية (كالألحان والإيقاعات مثلاً) كوسيلة للتعبير الإنساني.
– تتيح الفرصة للأطفال للدخول في تجارب موسيقية استكشافية أصيلة تحفز تفكيرهم الموسيقي وتساعدهم على تنمية قدراتهم الإبداعية وتكوين ذواتهم الموسيقية.
– إثارة اهتمام وإرادة الطفل بالتعلم على آلة موسيقية.
– التربية العملية التي توفر للطفل فرصاً وافية للابتكار والإنتاج .
– المشاركة الجماعية التي تسوغ للطفل أن يؤثر وأن يتأثر في إطار نشاط فني جماعي .
– الاهتمام بالتراث الذي يتيح للطفل إمكانية تجديد الروابط وتطويرها بينه وبين معارفه وجذوره الثقافية .
كما يتوخى هذا التوجه إقامة علاقة حية بين المعارف والبيئة، وبين الفنون والمجتمع.
لكل هذا يجب أن يكون ضمن المناهج التعليمية منهج للموسيقى يدرس للأطفال من مرحلة ما قبل الأساس.