(1)
أغنية بتذكرك.. حررت شهادة ميلاد لشاعرها!!
كثيراً ما أتوقف في أغنية بتذكرك لأنها الأغنية التي حررت للشاعر الجميل شهادة الميلاد والحضور ضمن الشعراء الذين يكتبون الشعر الغنائي.. فهو قال عنها (أذكر أن قصيدة بتذكرك لأحمد شاويش نشرتها في مجلة الإذاعة والتلفزيون، واستمعت لها بتلفزيون السودان ذات أمسية من أحمد شاويش، ولم يكن يعرفني ولم أكن أعرفه..! والتقيت به بعد ذلك وقدمت له نفسي واعتذر لي بأنه نسي اسم الشاعر وأصبحنا اصدقاء، وأعتقد أن الراحلة الأستاذة ليلى المغربي لعبت دوراً كبيراً في توصيل هذه الأغنية من خلال برنامجها الصباحي).
(2)
أغنية همس الشوق.. أخلاق النبلاء!!
حينما أسترجع الضجة التي حدثت بسبب أغنية (جاي تفتش الماضي) التي كانت سبباً للخلاف والنزاع ما بين كمال ترباس وسيف الجامعة تعود لذاكرتي أغنية همس الشوق التي كتبها الشاعر الجميل هاشم صديق وتغنى بها الموسيقار محمد الأمين قد لا يعلم البعض أن شرحبيل أحمد قام بتلحينها قبل محمد الأمين .. ولكن حينما علم شرحبيل لحنها محمد الأمين تنازل عنها وقال بأن لحن محمد الأمين يتناسب ومفردات الأغنية وقامت زوجته زكية بكتابة كلمات جديدة للأغنية باسم (تعال يا ليل).
(3)
أغنية حكاية عن حبيبتي.. النقلة التجديدية!!
أغنية “حكاية عن حبيبت” التي يغنيها الفنان الكبير أبوعركي البخيت .. هذه الأغنية في نظر الكثيرين من النقاد تعتبر النقلة التجديدية في الأغنية السودانية .. لأنها كنص شعري حفلت بالتجديد المثير والمغاير وحتى لحنها كان يوازيها من حيث التحديث والتجديد في شكل الألحان التي كانت سائدة في ذلك الزمان .. إنها تؤكد على عبقرية الشاعر سعد الدين إبراهيم الذي يعتبر صاحب نقلة مهمة في تغيير مضامين الشعر الغنائي من حيث المبنى والمعنى.
(4)
أغنية رسائل .. كلمات ضد النسيان!!
“حبيبي أكتب لي وانا أكتب ليك”، هذا المقطع الحميم كافٍ ليؤشر على أغنية ضد النسيان .. أغنية تكاملت فيها كل مواصفات الأغنية، مفردة جزلة ومعبرة وحميمة، لحن في منتهى الإدهاش والتقدم حتى يومنا هذا، ويكفي أن نقول إن أغنية “رسائل” هي الأغنية التي لفتت أسماع الأساتذة الكوريين الذين كانوا يدرسون الطلبة السودانيين بكلية الموسيقى.. إنها أغنية تساوي العديد من رسائل الدكتوراه رغم أن منتجها كان بلا تعليم واضح!!
(5)
أغنية بنت النيل.. أغنية من زمن الحرب!!
بنت النيل من كلمات الشاعر بشير عبد الرحمن، وهو من مدينة كسلا .. التقى بالأستاذ أحمد المصطفى في منتصف أربعينيات القرن، حينما كانت الحرب العالمية الثانية في أشد أوارها.. وحينما كان أحمد المصطفى عابراً جمهورية مصر إلى غرب أفريقيا التقى هناك بشاعر الأغنية بشير عبد الرحمن وهو كان يعمل مهندساً زراعياً هناك.. وأغنية بنت النيل هي واحدة من الأغنيات القلائل التي كتبها شاعران .. حيث كتبها بشير عبد الرحمن والشاعر الراحل الجاغريو.