الموسيقار الدكتور كمال يوسف يكتب لـ(بعض الرحيق):
حكايتي مع الأستاذ كمال كيلا
(1)
حكايتي مع الراحل كمال كيلا بدأت في مطلع السبعينات؛ سبعين أو واحد وسبعين لا أكثر، وأنا ابن سبع سنوات، حفل في حي العمدة وجنوب مركز بوليس القسم الشمالي، زواج إحدى كريمات الصائغ عوض حمزة المعروف في أمدرمان، وتذكرون أنه في ذاك الزمان كانت “الصبحية” هي متممة احتفالات الزواج، وكانت فرق الجاز رائجة في ذلك الزمان.
(2)
في ذلك الحفل كان الراحل كمال كيلا يغني بصحبة فرقته الموسيقية، أذكر تماماً أنه كان يرتدي (تي شيرت) أصفر فاقع اللون، وقد لفتت انتباهي آلة الترومبون؛ فبقية الآلات من جيتارات وغيرها ربما كانت مألوفة بالنسبة لي، وكان لتلك الحفلة تأثيرها المباشر في زيادة تعلقي بالموسيقى. في ذات الفترة وبعد أن عرفت أنه كمال كيلا؛ صدف أنه كان يسكن الديوم الغربية؛ غرب مدرسة الراعي الصالح.
(3)
كان منزل بعض أقربائنا لأمي عليها رحمة الله هو المنزل المجاور (بالحيطة) لمنزل كمال كيلا، وقد عرف بتربية طيور الزينة والكلاب (البوليسية) فكنا كلما زرنا أهلنا في الديم نظل (نتشابى ونتاوق) لرؤية الطيور والكلاب كبيرة الحجم، وكثيراً ما رأينا كمال كيلا نفسه عائداً لمنزله وعلى عينيه تلك النضارة دائماً.
(4)
مرت الأيام بل السنين وتعرفت وزوجتي على الأستاذ كمال كيلا إذ كان صديقاً لمركز الخاتم عدلان للاستنارة مشاركاً في احتفالاته وحفلاته، وقد شهد عدداً من العروض التي قدمتها أوركسترا التبر، وكان دافعاً ومشجعاً لنا، وأذكر أنه وفي برنامج تلفزيوني أثنى عليها وأشاد بها، وقد شاءت الصدف أن أهدى طفلينا (في ذاك الوقت طبعاً) أحمد واندي جوز طيور من تلك التي كنت أتشابى لرؤيتها في منزله، وأنا في سنهم تلك. وقد كان من ألطف الناس وأكرمهم خلقاً، رحمة الله عليه.