صلاح الدين عووضة يكتب :القــلم !!
وأقسم به الله..
نون والقلم وما يسطرون..
والنون حرف مثل قوله تعالى (ص)… و(ق)..
وليس الحوت حامل الأرضين السبع… كقول بعض (الجمهور)..
هذا (الجمهور) الذي يُراد منا إلغاء عقولنا من أجله… ونحن في الألفية الثالثة..
ولو قلنا مثل قولهم هذا للعالم الآن لضحك منا… وفينا… وعلينا..
وكذلك يُراد منا إلغاء عقولنا إزاء مسلمات خاطئة عن تاريخنا… نتوارثها بجهل..
مع إن من الحكمة أن (نفلفله) منطقياً… حتى وإن أوجعنا..
وقبل فترة تابعت معركة قلمية… عن قلم وهمي… بطلها يسُمي (كسار قلم مكميل)..
وطرفاها الراحل حسن عابدين… وعبد الله علي إبراهيم..
ثم جردت أطرافٌ أخرى أقلامها انحيازاً للثاني من منطلق أهازيجنا الحماسية..
ومنها (تخيل كيف يكون الحال لو أهل الحارة ديل ما أهلي)..
وماذا نستفيد من (حارة) لا تبني وطناً؟..
وذلك بافتراض أن الحادثة صحيحة أصلاً..
بل لولا مكمايكل… وكتشنر… وونجت… و(أقلامهم)… لظللنا في جهالة أيام الخليفة..
وفي تخلفها أيضاً؛ وبدائيتها… وقذارتها… ودمويتها..
ففور سقوط الخرطوم شرع الإنجليز في أعمال الرصف… والبناء… والتشييد..
وخلال خمسة أعوام تغيّر وجه الخرطوم… والسودان..
فكانت المدارس… والبواخر… والقطارات… والطرق… والجسور… والدواوين..
وهذا غيضٌ من فيضٍ… مما تم في سنوات معدودات..
وهي سنوات (غالية) كان الخليفة سيواصل فيها – إن بقي – (خرمجاته) ذاتها..
لا تخطيط… لا تعليم… لا مشاريع… لا إنشاءات..
فقط تأمين للسلطة… وزج بالناس في (الساير)… وإعدامهم في مشانق ساحة السوق..
ثم (تمكين) للأهل… والأقارب… والموالين..
وخلف من بعدهم خلفٌ – عقب خروج المستعمر – ساروا على دربهم نفسه..
فتوقف السودان عن النمو… والدول من حولنا (تكبر)..
والآن نكاد نعيش أجواء (سنة 6) ذاتها؛ ونحن في الألفية الثالثة..
(نفس الملامح والشبه)؛ ضوائق المعيشة… أوساخ الشوارع… بؤس الحال..
ثم التمكين… والتأمين… والتكويش… و(الظلام)..
والسفير (المؤرخ) حسن عابدين كان قد آل على نفسه تنقيح تاريخنا..
تنقيحه من الشوائب… والأوهام… وزيف البطولات..
وتجليته من أدران الزيف… والخداع… والخزعبلات… وخدعة (بل فر جمع الطاغية)..
ثم مات وفي نفسه شيء من (حتى) التنقيح هذا..
وحين كتبت عن مجزرة الخرطوم – تحت إشراف الخليفة – أيّدني عابدين هذا..
وخالفني عبد الله إبراهيم تحت عنوان (قادِّي تاريخ)..
وبعيداً عن أسرى الخليفة الذين استقيت منهم المعلومة… أليس كذلك هو التعايشي؟..
فمن يتلذذ بقتل أتباعه تهون عنده أي نفس..
و(تخيل كيف يكون الحال) لو أن أحدهم كسر قلم الخليفة… بافتراض صحة الرواية..
فهي رواية وهمية… لأبطال وهميين… لإرضاء واهمين..
ومنها رواية (الثائر القومي) ود حبوبة… في حين أن ثورته كانت من أجل (أملاكه)..
فالقراءة الصحيحة للتاريخ… تضع الأمم في الطريق الصحيح..
والحضارات لا يصنعها الدم… (فلتُرق كل الدماء)..
ولا الوهم الجمعي الكاذب..
وإنّما القـــلم !!.